ميليشيا الحرس الثوري الإيراني تبحث عن موطأ قدم في الريف الغربي لديرالزور

زين العابدين العگيدي 

تعيش مناطق الريف الغربي لدير الزور والخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد أحتقان وتوتر كبير، والذي تنتشر فيه بالغالبية قبيلة البوسرايا، عدد من وجهاء المنطقة باتوا ينبهون ويحذرون ابناء القبيلة من الانتساب لــ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وجلبها والسماح لهم بالانتشار بالمنطقة، على خلفية قيام أحد وجهاء القبيلة المدعومين من النظام والمدعو "عبد الشلاش" بطرح فكرة تشكيل ميليشيا محلية تابعة لــ الحرس الثوري الإيراني ومكونة من أبناء قبيلة البوسرايا، الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة بالمنطقة والتي وصل بعضهم لتهديده بالقتل. 

وللتنويه منذ سيطرة قوات نظام الأسد على مناطق دير الزور شاركت مجموعات من قبيلة البوسرايا بالمعارك ضد «داعش» اواخر 2017 وتمكنوا من طرد التنظيم فعلياً من مناطقهم، بعدها بمدة بسيطة اشترط وجهاء من قبيلة البوسرايا على النظام وقتها تفعيل التسويات والمصالحات لجلب ابناء القبيلة المطلوبين للنظام لأجل عودتهم لمناطقهم وقاد العملية شيخ القبيلة الموالي للنظام "مهنا الفياض" وبالفعل بعد عودتهم كان شرط قبيلة البوسرايا ان لاتدخل ميليشيات إيران لبلداتهم الممتدة من غرب دير الزور وصولا للرقة، وهي بلدات "البغيلية، عياش، زغير شامية، الشميطية، المسرب، الخريطة، الطريف، واجزاء من بلدة التبني".

وبالفعل بقي افراد القبيلة المنضوين تحت راية ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا لواء «القدس» هم من يتحكمون بمناطقهم ويتصدون لهجمات تنظيم الدولة «داعش» هناك، لاحقا في اواخر العام 2021 ادخلت قوات نظام الأسد الفرقة (17) التابعة لجيش النظام والفرقة 18 والفرقة الرابعة للمنطقة، وفي منتصف العام 2023 حاولت الفرقة الرابعة السيطرة على معابر التهريب غرب ديرالزور، حدث ذلك في فبراير 2023 حين حصلت إشتباكات بين قبيلة البوسرايا وبين الفرقة الرابعة على خلفية قتل الأخيرة لشابين من القبيلة، لتندلع بعدها أحداث عنف قام البوسرايا بطرد الفرقة الرابعة من كل الريف الغربي، وحرق مقراتهم ولم تنتهي الأمور الا بعد تدخل ماهر الأسد وقتها ودفع دية للقتيلين حوالي 300 مليون ليرة.

وبعد الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت في 06 أبريل الجاري في بلدة عياش غرب دير الزور والخاضعة لسيطرة النظام، بين ميليشيا العشائر الموالية للشيخ نواف البشير "قبيلة البقارة" والمدعومة إيرانيا مع مجموعات من قبيلة البوسرايا نصفهم منتسبين لميليشيا الدفاع الوطني، طفت للسطح فكرة ضم البوسرايا لــ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني ضمن فصيل خاص بهم وعراب هذه المساعي هو المدعو "عبد الشلاش السراوي" والذي ينحدر من عائلة الشلاش صاحبة المشيخة التقليدية في القبيلة والتي تتزعمها اليوم ومنذ الخمسينات عائلة الفياض، العائلتين تتزاحمان على المشيخة بأختصار. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم