مجزرة الشعيطات الذكرى السابعه 8.8.2021

 بداية الصراع بين تنظيم الدولة (داعش) و بين أبناء عشيرة الشعيطات يعود لبداية دخول التنظيم لمحافظة ديرالزور، ففي مطلع عام 2014 اجتاح تنظيم داعش محافظة ديرالزور و بعد معارك ضارية مع فصائل الجيش الحر و جبهة النصرة تمكن التنظيم من بسط نفوذه على اغلب مناطق المحافظة، و عندما وصل لمناطق عشيرة الشعيطات وهي بلدات (الكشكية وغرانيج وابو حمام) التي كان تعداد سكانها ما يقارب 150 ألف نسمة، ودخل التنظيم تلك المناطق (مصالحة) بداية الأمر، كونه كان يخشى الاصطدام بعشيرة ضخمة كالشعيطات، وبالفعل قام بوضع مقرات في البلدات التي تتواجد فيها العشيرة، ولكن عقلية التنظيم أبت الا ان تحاول فرض نفسها وبالقوة على عشيرة الشعيطات، وانقدحت الشرارة الاولى بقيام عناصر مغاربة بقتل شاب من الشعيطات في منزله نتيجة ملاسنة كلامية بينه و بين عناصر التنظيم، ليقوم جار الشاب المقتول بالاعتراض والاحتجاج على هذه الفعله، وقاموا بأقتياده الى منطقة السوق (سوق القهاوي) في بلدة ابو حمام وليعدموه ذبحاً بالسكين امام الملأ، وهنا غضب الناس، و ثارت ثائرة العشيرة على عناصر داعش جراء هذه الفعله، وسميت تلك الثورة (هبة الشعيطات) وقام ابناء العشيرة بحرق مقرات التنظيم وطردهم خارج المنطقة، رد التنظيم على هذه الفعله كان جنونياً، فقام بجلب كتيبة (البتار) والتي تعتبر من قوات النخبة لدى داعش وقام التنظيم بنصب المدافع وراجمات الصواريخ، وبتطويق الكشكية وغرانيج وابو حمام وليبدأ القصف العشوائي الذي سقط فيه العشرات من المدنيين من نساء واطفال وشيوخ و بدون مراعاة من تنظيم داعش، هنا لم يعد امام ابناء الشعيطات الا الدفاع عن انفسهم واعراضهم و ارضهم امام هجمة التنظيم الشرسة ، لتستمر المعارك لثلاثة اسابيع متتاليه و ليتمكن ابناء الشعيطات من ابادة كتيبة البتار (ذات الاغلبيه المغاربية) و قتل العشرات من عناصرها ، ليقوم التنظيم بجلب 10 الاف عنصر جديد من مناطقه في العراق ، لكن نفاذ ذخيرة ابناء الشعيطات وخذلان باقي العشائر لهم، والتي لم تحرك اي ساكن تجاه الشعيطات، وترك الشعيطات ليواجهوا مصيرهم، فقام اغلب المقاتلين بالانسحاب للقلمون الشرقي و لم يبقى في الداخل الا المدنيين، ليجتاح تنظيم داعش المنطقة وليرتكب فيها ابشع جرائم العصر الحديث، حيث تم قتل كل من وجدوه بعد فتوى القيادي والشرعي بداعش المدعو (ابو عبدالله الكويتي) الذي افتى بقتل كل من بلغ الحُلم من ابناء الشعيطات وان تسلب اموالهم و يهجروا من ارضهم ، و بالفعل اكثر من 800 قتيل بينهم اطفال دون سن 14 وعدد من الشيوخ و النساء ، لتمتلئ بلدات الكشكية وابو حمام و غرانيج بعشرات الجثث من ابناء الشعيطات على ارصفه الطرق و في سواقي المياه و في البادية و لم يقف الامر عند ذلك بل تم ملاحقة كل من ينتسب او ينتمي للعشيرة ، و طاردوهم و اصبح القتل على الهوية فقام حواجز التنظيم بأعتقال كل شخص شعيطي ففقي الميادين تم اعتقال اكثر من 100 شخص تم اعدام 70 منهم في بادية الميادين و في الشعفه تم اعدام عدة اشخاص وفي ناحية هجين تم اعدام والعشارة وفي حقل العمر كذلك والذي لا يبعد عن مناطق الشعيطات سوى 20 كم ، تم اعتقال عدد من ابناء الشعيطات اعدم منهم الكثير واختفى الباقي لدى التنظيم ولايزال مصيرهم مجهولاً و منهم ممن يعملون مجال النفط كموظفين في الحقل و التهمة الانتماء للعشيرة ، بعد هذه المجازر تم تهجير اهالي الشعيطات لمدة سنة كاملة و تم تعفيش و سرقة ممتلكاتهم و التي قدرت قيمة الاغراض المسروقة بما يساوي بحوالي 500 مليون دولار حسب ما قال الدكتور علي العلاو احد وجهاء العشيرة ، وقدرت اعداد ضحايا مجزرة الشعيطات باكثر من 800 شخص لتدفع عشيرة الشعيطات ثمن وقوفها في وجه تنظيم داعش الثمن غالياً 

( صورة الطفل حاتم المهيدي 14 سنة، والذي اعدمه تنظيم داعش ورميت جثته بالعراء ) 

 ولكن وبنفس الوقت قدرت اعداد قتلى تنظيم داعش على يد مقاتلي الشعيطات في معارك الاسابيع الثلاثة بأكثر من الف قتيل يضاف اليهم المئات من القتلى من التنظيم ممن قتلوا على يد ابناء العشيرة الذين تفرقوا بعد المجزرة قسم انضم لجبهه النصرة و قسم انضم لقوات النظام و قسم اخر انضم للجيش الحر و القسم الاكبر هو الذي انضم لقسد و عاد تحت راية قوات النخبة و قوات قسد وليطرد التنظيم من مناطق الجزيرة بشكل تام. 

لاحقاً : صاحب فتوى إبادة الشعيطات المدعو "أبو عبد الله الكويتي"،وهي فتوى أستباحة الدم، والمال، والعرض "وبخصوص الأعراض فقد تدخلت عشائر وشيوخ لثني التنظيم عنها وفعلا تم حذف تلك الحيثية وقتها".

تم تكفير الكويتي من قبل مُشرعي التنظيم وأختفى وقيل تم أعدامه، وذلك أبان المناوشات داخل جسد داعش بين الحازميين واللجنة المفوضة في العام 2015، تفاصيل تلك الأيام أبان حكم داعش لمناطقنا لازالت عالقة في البال، ولاتُنسى .. 

📌 مقال متصل، من هم الحازميين وعن الصراع داخل هرم قيادات التنظيم 

http://dierezzorenow.blogspot.com/2022/08/blog-post.html