الكلفة السلطانية متواصلة في الجزيرة





 لا زالت عمليات ابتزاز الأموال التي ينفذها عناصر تنظيم الدولة "داعش" متواصلة في مناطق الجزيرة الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد، حيث يفرض الأتاوات على مستثمري النفط وعلى التجار وعلى أصحاب المحلات التجارية ومحلات الصرافة، ومن يأبى الدفع يتعرض للاستهداف المباشر من قبل عناصر التنظيم، منذ أربعة أيام "في بداية فبراير الجاري" تم استهداف محل للصرافة في بلدة الحوايج شرق دير الزور، التنظيم فجر عبوة ناسفة بالمحل لعدم دفع صاحبه المال لهم تحت مسمى "الكلفة السلطانية" وهو المسمى القديم للزكاة، والتسمية الجديدة "الكلفة" جاءت كبديل لمصطلح "الزكاة" الذي كان يفرضهُ التنظيم سابقاً ولكن وفي منتصف العام 2020 تغيرت التسمية، والتغيير جاء من ناحية شرعية كون التنظيم لم يعد يسيطر على أية أراضٍ.

هذا هو السيناريو المتبع في مناطق شرق الفرات "الجزيرة"، ومن لا يدفع سيتعرض فورا للاستهداف من عناصر التنظيم، عمليات الابتزاز هذه أجبرت العديد من الأطباء وأصحاب الأموال للخروج ومغادرة المنطقة بشكل نهائي، ومن تبقى منهم فهو يدفع لهم درءا لشرهم،



تبدأ عملية الأبتزاز بواسطة رسائل تأتي عبر تطبيق واتس اب، رسالة من أرقام أمريكية تبدأ +1 للتواصل مع هؤلاء المستهدفين من قبل التنظيم وتطلب منهم المال، وتتراوح المبالغ المستوفاة منهم حاليا في هذه الأثناء من مبلغ 2000 دولار حتى 10.000 دولار وأكثر حتى بحسب عمل الشخص المستهدف وثروته، وبعد استلام الرسالة ينتظر عناصر داعش الرد من الشخص المستهدف، فمن يرفض يتعرض للملاحقة منهم، ومن يوافق يحددون له مكانا لتسليم المال، وبحسب شهادات حصلنا عليها تأتي نساء "منقبات" وهن من يأخذن المال للتنظيم ويقمن بإعطاء الشخص وصل دفع للكلفة السلطانية وهنا يمكنه مواصلة اعماله. 

اما تجار النفط والمستثمرين التابعين لــ PYD فيتم الاتفاق معهم على الدفع بمناطق معزولة بالبادية بالذات بالريف الشمالي لديرالزور، ويتم الدفع بأنتظام للتنظيم، ورغم محاولات التحالف متابعة هؤلاء الا ان الهرم الامني للتنظيم يواصل عملياته بشكل متنامي، في العام 2022 والنصف الثاني للعام 2023 انخفضت عمليات داعش بالجزيرة، لكن بداية هذا العام 2024 غير مسبوقة في البادية ضد النظام، وفي الجزيرة ضد قسد. 
أكثر من 45 عملية تبناها داعش خلال 40 يوماً وهذا معدل ضخم !.

 وحتى صهاريج النفط التابعة لميليشيا قسد والمتوجهة من ديرالزور نحو مناطق سيطرة النظام عبر الطبقة تتعرض هي الأخرى أيضاً للابتزاز والجميع يجب أن يدفع. 


 ويضطر سائقي الصهاريج ومستثمرو النفط للدفع للتنظيم إما بشكل مفرد "السائق"، أو يدفع المستثمر تلك الأموال نيابة عن كوادر من PKK المسيطرين على قيادة قسد والمسؤولين عن ملف النفط في دير الزور، هذه الطريقة رغم انها قديمة 2019 ولكن لازالت لليوم تعمل، وسطاء يتعاملون مع التنظيم وقسد هم من يدفعون المال لقاء عدم استهداف الصهاريج، وخلال الأسبوع الماضي "فبراير" تم استهداف عدة صهاريج للنفط قرب منطقة صباح الخير شمال ديرالزور، والأنباء الأولية قالت إن عناصر من التنظيم قد استهدفوا الصهريج والقضية غالبا تتعلق بالدفع، وبالغعل داعش تبنى العملية. 




  قضية استهداف صهاريج النفط أيضا كانت تتكرر في مناطق البادية الشامية الخاضعة لسيطرة النظام، بالذات على طريق اثريا - الطبقة، إلا أن جيش نظام الأسد لاحقا تمكن من تأمين هذا الطريق، مع ذلك تحدث عمليات استهداف للصهاريج هناك بين فينة واخرى، وسابقا كان هناك وسطاء محليين بين التنظيم والنظام وهؤلاء من يتدبرون أمور الوساطة أنذاك بملفات عديدة كالنفط والغاز والصهاريج والحبوب وغيرها. 


هذه السيناريو يشرح مدى الإنفلات الأمني الضخم الذي تعيشه مناطق دير الزور، لا زال هذا هو الحال منذ مجيء قسد للمنطقة، حيث تفاقم الوضع الأمني كثيرا، وازدادت عمليات التنظيم مؤخرا بعد ركودها لشهور بالتحديد منذ الاشتباكات العنيفة التي حصلت بين ميليشيا قسد مع أبناء العشائر في اغسطس 2023 ولازالت المنطقة للأن تعيش أوضاعا أمنية فوضوية للغاية





𝒁𝒂𝒊𝒏 | 𒍣𒀭 | زين العابدين العكيدي 
@deirezzore 


📎جميع هذه البيانات مصدرها @deirezzore زين العابدين العكيدي، عند النقل والنسخ يرجى ذكر المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم