الحالة الميليشياوية






 في أواخر العام 2011 ومع بداية تهاوي مايسمى بــ "الجيش العربي السوري"، جيش النظام بين قوسين، برزت الحاجة الملحة لوجود بديل أو لقوة تساعد في قمع الثورة الشعبية في البلاد، فالجيش لم يكن مناسبا لقمع الانتفاضة الشعبية أنذاك، ومع تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش والتي بلغت نسبتها بحوالي 40% تقريبا (مصدر) ، لذلك اضطر النظام لإنشاء ميليشيات رديفة لكي تسانده في قمع الثورة والحراك العسكري الحاصل، وبالفعل تشكيل الميليشيات أدى خدمة كبيرة للنظام ولمنظومة الأمن من أجل قمع الثورة، وتنوعت الميليشيات بحسب التأسيس فمنها ما أسسته الأحزاب، وهناك ميليشيات أسسها الجيش، وهناك ميليشيات أسستها قوى من الخارج، وهناك ميليشيات خاصة ().

 هذه الميليشيات ومع مرور الزمن وبعد سيطرة النظام على غالبية البلاد لم تخضع لأي رقابة، بل أعطيت صلاحيات غير محدودة، فكانت تصرفاتها وتجاوزاتها غير مسبوقة وارتكبت جرائم كثيرة، وكانت أغلبها تحت غطاء طائفي.

بالمجمل هذه الميليشيات اليوم بات وجودها يخلق فوضى أمنية كبيرة في مناطق سيطرة نظام الأسد، حيث باتت تتصادم على النفوذ والسلطة، "صراع على المصالح بين هذه الميليشيات" وشهدنا تمردات أيضا لهذه الميليشيات ولعل أكبرها، كان تمرد الدفاع الوطني - قطاع الحسكة، والذي قاده متزعم الميليشيا "عبد القادر حمو" أواخر العام 2023 والذي احبطه جيش النظام حينها. 


الصدام بين الميليشيات مع بعضها البعض، ومع قوات الأمن التابعة للنظام لايتوقف في عموم البلاد، وتتصدر دير الزور بنسبة الصدامات الأعلى بين هذه الميليشيات، كون المحافظة تُهيمن عليها ميليشيات مدعومة من إيران بالدرجة الأولى، والفرقة الرابعة والدفاع الوطني وأسود الشرقية، ولواء القدس واسود العشائر والقلطرجي وغيرها، طبيعة دير الزور وموقعها أدى لتجمع عدد كبير من الميليشيات فيها، وهي من تتحكم بالسلطة على الأرض فعليا، قيادة النظام بالمحافظة عاجزة نوعاً ما عن احتوائها وضبط تصرفات عناصرها. 

كل ميليشيات لديها مناطق نفوذ وموارد اقتصادية خاصة بها عن بقية الميليشيات الأخرى، فهي تضلع بتجارة المخدرات، وتهريب المحروقات، وابتزاز السكان إلى غير ذلك، مما خلق صدامات فيما بينها. 

 فخلال بداية العام الجاري 2024 وصولا إلى يومنا هذا 11 من فبراير، تم توثيق 16 اشتباكاً مسلحاً كانت احدى الميليشيات طرفاً فيه.


 الإقتتال بين الميليشيات يتحكم فيه بالدرجة الأولى صراع الإقتصاد (المال) في القضايا التي تتخصص بها الميليشيات كــ عوائد التهريب وتجارة المخدرات، وأيضا معابر التهريب على نهر الفرات او مع العراق،


 ففي 06 و 07 من يناير من هذا العام أندلعت اشتباكات عنيفة بين ميليشيا القاطرجي وبين ميليشيا الدفاع الوطني في بلدة بقرص شرق دير الزور استخدمت فيها الرشاشات وقواذف RPG وقتل فيها عنصران من الطرفين وأعطبت مركبة،
وسبب الاشتباك هو انشقاق مجموعة من عناصر القاطرجي وانضمامهم لميليشيا الدفاع، تلاها اشتباك ثاني بسبب سيطرة ميليشيا الدفاع على عدد من النقاط على سرير نهر الفرات، 


المشكلة ذاتها تطورت وأمتدت الى مدينة العشارة شرق دير الزور، حيث نشل اشتباك بين القاطرجي والدفاع ُقتل فيه عنصر من ميليشيا الدفاع الوطني، وتحول لاحقاً هذا السجال لإقتتال بين عائلتين في العشارة من ذوي عناصر القاطرجي والدفاع وهما عائلتي النجرس والجابر، وفي 26 من يناير تكررت الاشتباك بالعشارة وقتل فيها 3 اشخاص من بينهم قيادي من ميليشيا الدفاع الوطني، هذا مثال بسيط على الحاصل. 

في الــ 07 من فبراير الجاري أغلقت ميليشيا الدفاع الوطني "طريق المحور" الواقع جنوبي بلدة الصالحية بريف دير الزور الشرقي، عبر رفعها ساتر ترابي عالي، هذا الطريق يستخدم بعمليات التهريب من وإلى العراق، والسبب خلافات بين مجموعات الدفاع، مع الفرقة الرابعة والتي تمتهن حواجزها عمليات السلب والنهب وفرض الآتاوات.

وفي البوكمال ايضاً وبتاريخ 30 من يناير المنصرم نشب خلاف كبير بين القيادي ابو العيس المشهداني متزعم ميليشيا "اللواء 47" التابعة للحرس الثوري وبين حج عسكر المسؤول العسكري للبوكمال في الحرس الثوري، مما ادى لانسحاب عدد كبير من عناصر “اللواء 47″، مع قائدهم “أبو العيس المشهداني”، والخلاف هو بسبب احتكار “عسكر” واردات التهريب لصالحه، ومحاولته إقصاء “أبو العيس”، من طرق التهريب، بعد أن كان المشهداني يأخذ نسبة كبيرة من الواردات، بعد ايام قليلة عادت المياة لمجاريها بعد ارضاء عسكر لأبو العيس. 

وتعتبر ميليشيا “اللواء 47” من الميليشيات المحلية الأكثر عملاً ووفاءً لصالح الميليشيا الأم “الحرس الثوري الإيراني”، وينتشر من مدينة البوكمال وريفها، وفي سجله انتهاكات كثيرة بحق المدنيين من أبناء المنطقة.




 المشاكل الأكثر تلك التي في مدينة دير الزور بالذات، حيث تشهد وبشكل شبه يومي اشتباكات عديدة بين عناصر الأمن العسكري والأمن الجنائي والشرطة ضد الميليشيات، وهنا حصيلة السجال بين الميليشيات وبين قيادة النظام خلال 40 يوماً فقط :

06 يناير - اشتباكات بين القاطرجي والدفاع الوطني في بلدة بقرص شرق دير الزور

07 يناير - اشتباكات بين القاطرجي والدفاع الوطني في بلدة بقرص شرق دير الزور

12 يناير - اشتباكات بين القاطرجي والدفاع الوطني في مدينة العشارة شرق دير الزور


15+16 يناير - اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين دورية من الأمن الجنائي في نظام الأسد وعناصر من ميليشيا الدفاع الوطني في محيط الهجانة وسط مدينة ديرالزور، والسبب قيام عناصر الدفاع بالسطوا على عدة منازل


22 يناير - اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين عناصر شرطة القسم الخارجي التابعة للنظام وبين عناصر ميليشيا "أسود الشرقية"، الأخيرة هجمت على القسم وسط مدينة ديرالزور، بسبب اعتقالهم أحد عناصر المليشيا بتهمة نهب منازل المدنيين



23 يناير - اشتباك مـلح بين مجموعتين من الدفاع الوطني، في مدينة الميادين شرقي ديرالزور، بسبب خلاف على بسطات لبيع الخضروات.

26 يناير - اشتباكات عنيفة قتل فيها قيادي من الدفاع في مدينة العشارة، الخلاف قديم مع عناصر القاطرجي وتطور بين عائلتين. 



28 يناير - خلاف تطور لاشتباك بين الأمن العسكري والفرقة الرابعة على حاجز الفرقة الرابعة في المنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرة قسد والنظام بالقرب من مفرق مدينة الطبقة غرب الرقة



30 يناير خلاف بين ميليشيا اللواء 47 "حرس ثوري" وبين مسؤول الحرس الثوري "عسكر" والسبب خلاف على التهريب. 


01 فبراير - إصابة عنصرين من عناصر شرطة القسم الغربي، في اشتباك مسلح مع عناصر من ميليشيا "الدفاع الوطني"، بعد محاولة عناصر الشرطة مصادرة بسطة لبيع المحروقات تعود ملكيتها للدفاع الوطني في مدينة دير الزور


04 فبراير - في حي الجبيلة بمدينة دير الزور اندلعت اشتباكات بين الأمن العسكري والأمن الجنائي من جهة، وبين عناصر من ميليشيا “أسود الشرقية”.


07 فبراير - إصابة عدد من عناصر من الفرقة الرابعة وآخرين من ميليشيا "الدفاع الوطني"، باشتباك بين الطرفين بحي الرشدية بمدينة دير الزور


07 فبراير - اشتـباك مسلح بين عناصر من الفرقة الرابعة وآخرين من ميليشيا "الدفاع الوطني"، في محيط مدرسة ذيب عنتر بحي الجورة بمدينة ديرالزور


08 فبراير - خلافات على معابر التهريب بين ميليشيا الدفاع والفرقة الرابعة في بلدة الصالحية شرق دير الزور. 



10 فبراير - مقتل 4 أشخاص، في اشتباك مسلح بين عائلتي السطم والعلي، في بلدة الهري بريف البوكمال شرقي ديرالزور، والقتلى من عناصر الدفاع وميليشيا حزب الله، السبب خلاف قديم على التهريب ثم تطور لثأر بين العاىلتين. 





التالي >> الجزء الثاني






















𝒁𝒂𝒊𝒏 | 𒍣𒀭 | زين العابدين العكيدي 
@deirezzore 




📎جميع هذه البيانات مصدرها @deirezzore زين العابدين العكيدي، عند النقل والنسخ يرجى ذكر المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم