وضع مناطق الجزيرة اليوم في دير الزور | فبراير 2024

𝒁𝒂𝒊𝒏 | 𒍣𒀭 | زين العابدين العكيدي 

@deirezzore 

 منذ حملة ميليشيا قسد الأخيرة على محافظة دير الزور في القسم الواقع في مناطق الجزيرة في شهر أب من العام الماضي 2023، لا زالت هذه المناطق تشهد فوضى غير مسبوقة، حظرٌ للتجوال ما زالت تفرضه ميليشيا قسد، اعتقالات تعسفية شبه يومية متواصلة تنفذها الميليشيا بحق الأهالي، ُيضاف إلى ذلك أيضا اشتباكات شبه يومية بين مقاتلي العشائر "مجموعات الشيخ ابراهيم الهفل" وبين ميليشيا قسد، وكذلك الأمر هجمات خلايا تنظيم داعش والتي تستهدف أيضا عناصر قسد، إضافة إلى ذلك قصف متبادل بين على جانبي نهر الفرات بين ميليشيا قسد وقوات نظام الأسد، وكذلك تشهد مناطق الجزيرة قصفاً متكرراً تقوم به ميليشيات تابعة لإيران "المقاومة الإسلامية" والتي تطال قواعد التحالف الدولي في حقلي العمر وكونكو شرق دير الزور، وعادةً تسقط بعض تلك القذائف فوق منازل مدنيين، ويقتل فيها أيضا عناصر لميليشيا قسد وأخرهم (7) عناصر في حقل العمر اثر استهداف مسيرة لهم اطلقتها الميليشيات. 

هذا التصعيد ألقى بطبيعته على حياة السكان المحليين، الوضع الأمني بات منفلتاً جداً، عمليات سطو مسلح تجري في المنطقة وسط الفوضى الأمنية، قسد فتحت على نفسها وعلى المنطقة أبواب الجحيم بحملتها تلك التي بدأت أواخر اغسطس / أب 2023 والتي استهدفت من خلالها قيادة مجلس دير الزور العسكري التابع لها. 

الحياة في مناطق دير الزور شبه متوقفة، حظر التجول الذي فرضته ميليشيا قسد لا زال سارياً للأسبوع الثالث توالياً، والاعتقال وإطلاق النار نصيب المُخالفين، إضافةً لمنع التنقل بالدراجات النارية، وحتى الحالات الإسعافية ممنوعة من الخروج بسبب القيود التي فرضتها الميليشيا على السكان، خاصة في مناطق الريف الشرقي منها، اخر تلك الحوادث في 04 فبراير، حينما أقدم عناصر من ميليشيا قسد على قتل المدني "عجاج الأسمر الفلاج" 68 سنة، وذلك برصاصة بالرأس اثناء محاولته إسعاف حفيدته للمشفى بسيارته في بلدته الجرذي شرق ديرالزور، وخلال شهر آب وأيلول 2023 استخدمت قسد عدة مشافي ومحطات مياة كمقرات عسكرية ونشرت عليها قناصين، كما سرق عناصرها مشفيين اثنين في الشحيل وذيبان خلال شهر أيلول، وأغلقت قسد عدداً ضخماً من المدارس وحولتها لمقرات عسكرية، ما تسبب بإيقاف العملية التعليمية في المنطقة، وحرمان أكثر من 30 ألف طالب من التعليم المتدهور أساساً تحت حكمها، وتم توثيق استيلاء الميليشيا على 46 مدرسة في ريف دير الزور منذ بدء الاقتتال بينها وبين قوات العشائر، () ومؤخرا اخلت قسد عدة مدارس ومحطة مياة بعد سرقة محتوياتها وتخريبها. 

حاولت قسد غير مرة احتواء الوضع وتهدئة أبناء العشائر المتململة من حكمها، لكن هذا لم يعد يجدي أي نفع، فالمقاومة المحلية التي يتزعمها لشيخ إبراهيم الهفل لم تتوقف منذ سبتمبر 2023 وتزداد وتيرتها يوما بعد يوم، ورغم تراجع حِدتها مقارنةً بشهري آب وأيلول، لم تتوقف هجمات مقاتلي العشائر التي تستهدف نقاط ومقرات ميليشيا قسد،

 فمنذ بداية شهر يناير من العام الجاري 2024 وصولا ليوم السادس 06 من فبراير 2024 تم توثيق 39 هجوماً نفذه مقاتلو العشائر ضد قسد، أي انها باتت يومية وتشكل التحدي رقم واحد لقسد بالمنطقة. 

ويضاف لهذا فالهجمات لم تعد مقتصرة فقط على الريف الشرقي لديرالزور، بل باتت تتسع للريف الغربي لديرالزور كذلك لمناطق انتشار قبيلة البقارة. 

المجموعات المسلحة التابعة للشيخ ابراهيم باتت تتكون من تيارين أثنين، التيار الأول وهو مقاومة محلية موجودة في مناطق الجزيرة ذاتها، مقاتلين بغالبيتهم من أبناء قبيلة العكيدات ومعهم مقاتلون من قباىل ثانية كالدليم والبقارة والمشاهدة، ويجمعهم هدف مشترك وهو قتال قسد والتخلص منها، اساليب هذه المقاومة كما أسلفنا تعتمد على اساليب الكر والفر، وتنفذ عمليات بشكل شبه يومي ضد ميليشيا قسد، تستخدم بالهجمات اسلحة خفيفة وقواذف RPG وعبوات ناسفة. 

 التيار الثاني من هذه المقاومة وهي مجموعات من خارج الجزيرة، وتأتي من ضفة الفرات الأخرى مناطق "غرب الفرات" أو المسماة بالشامية، وهؤلاء يعبرون أحيانا للفرات لتنفيذ عمليات انتقامية من قسد نصرةً لأقاربهم في الجزيرة، فقبيلة العكيدات الضخمة تنتشر على جانبي الفرات، والروابط القبلية بين ابناء العكيدات متينة، وما يسمى اصطلاحاً بــ الفزعات العشائرية موجودة في شرق سوريا كون المجتمع قائم على الروابط القبلية، وبالفعل يعبر بعض المقاتلين من مناطق سيطرة النظام نحو الجزيرة ويستهدفون عناصر ونقاط قسد كرد فعل انتقامي، والأخيرة باتت تعمل على تلغيم نهر ضفة الفرات، ونشر قناصين على شاطئ نهر الفرات، وهؤلاء (قسد) باتوا يستهدفون المدنيين في مناطق سيطرة النظام "غرب الفرات" تارة قنصا وتارة بقصف عشواىي يستهدف مدن مناطق "الشامية" ( غرب الفرات)، ويذهب ضحية القصف مدنيين، كما حصل مؤخرا في مدينة الميادين والقورية. 

ليس هذا فحسب بل هناك خلايا تابعة لــ الحرس الثوري الإيراني تتواجد وتنتشر في مناطق الجزيرة، تواجدها قديم لكنه سيزداد غالبا خصوصا بعد التصعيد الأخير الذي حصل بين ما يسمى بــ المقاومة الإسلامية، وبين الولايات المتحدة الأمريكية، تتحدث مصادر من مناطق النظام عن وجود مجموعات موالية لــ ميليشيا الحرس الثوري بدأت تعمل في مناطق الجزيرة، وسيعملون على استهداف مصالح أمريكا واستهداف ميليشيا قسد في هذه المنطقة، بالعموم هو أمر ليس بجديد، فسابقا تم استهداف قواعد العمر وكونيكو بصواريخ من قلب مناطق الجزيرة أيضا. 

التيار الرابع اللذي يستهدف ميليشيا قسد وقوات النظام بالتوازي هو تنظيم داعش، نشاط التنظيم لازال فاعلاً في مناطق الجزيرة ولايتوقف، وشهد العام المنصرم 2023 بعموم سوريا نشاطاً ضخماً لداعش مقارنة بالعامين الماضيين، وخلال الفترة الممتدة من الأول من يناير وحتى العاشر من الشهر نفسه، تبنى داعش 13 عملية وهجوم، أندرجت تحت ما اسماها التنظيم بــ غزوة “واقتلوهم حيث ثقفتموهم”، والتي كانت فاتحتها التفجير الذي طال ضريح قاسم سليماني في كرمان بإيران والذي تبناه التنظيم وقتل فيه أكثر من 90 مواطناً إيرانياً.

40 عنصراً بين قتيل ومُصاب حصيلة القسم الأول من شهر يناير الجاري في البادية، نشاط التنظيم في البادية تزامن مع سلسلة عمليات مشابهه في مناطق الجزيرة، طالت عناصر قوات ميليشيا قسد "شرق الفرات" في الحسكة، الرقة، دير الزور، ومنبج"، لكن اللافت من كل هذا كان التصعيد المتنامي في البادية، والذي لم يكن وليد هذه الأيام فقط، بل هو أستمرار لنشاط سابق خلال الأعوام الماضية، والمتغير هنا هو كثافة الهجمات ونوعيتها بعيد إنسحاب ميليشيا فاغنر من البادية في بداية شهر سبتمبر من العام المنصرم 2023.

خلال الفترة الممتدة من بداية شهر فبراير الجاري لحدود الخميس 08 فبراير، نفذ تنظيم داعش 11 هجوماً وعملية اغتيال طالت عناصر ميليشيا قسد، ومحل صرافة رفض الدفع لهم "زكاة".

الهجمات بغالبيتها كانت في دير الزور "مناطق الجزيرة".

افرزت عن مقتل واصابة 11 عنصرا من قسد واصابة مدني واحد. 

8 منها بديرالزور، واحد بريف الرقة، واحدة بمدينة الحسكة

📎جميع هذه البيانات مصدرها @deirezzore زين العابدين العكيدي، عند النقل والنسخ يرجى ذكر المصدر