قتل أبرياء واعتقال مظلومين.. مدنيون ضحايا عمليات التحالف وميليشيا قسد بدير الزور


ازدادت مؤخراً وتيرة العمليات الأمنية التي يُنفذها التحالف الدولي وميليشيا قسد في شمال شرق سوريا، حيث تركزت غالبية تلك العمليات في محافظة دير الزور بذريعة مكافحة الإرهاب وملاحقة خلايا تنظيم داعش.

وأفاد عدد من الناشطين المحليين بأن ثمّة وجهاً آخر مؤلماً لتلك العمليات تتعلق بالمدنيين الذين يُقتلون من دون أي ذنب، أو يتعرضون للاعتقال ظلماً، مشيرين إلى أن آخر هذه العمليات وقعت قبل عدة أيام، حينما نفذت قوات خاصة تابعة لميليشيا قسد وبمشاركة التحالف مداهمة في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، واقتحمت عدة منازل في حي الحويجة، والهدف كان ملاحقة أشخاص يمتهنون التهريب عبر نهر الفرات، وخلال المداهمة قُتلت سيدة تُدعى "ناديا مصطفى العلي" وأصيب مدنيان، كما تم اعتقال آخرين واقتيادهم لقاعدة حقل العمر. 

وذكرت شبكة "نهر ميديا" المحلية أنه بعد يومين من عملية بلدة ذيبان قامت دورية لميليشيا "‎قسد" برمي جثة الشاب "حسن حمد العسكر" أمام منزل ذويه، حيث قضى تحت التعذيب في سجن بحقل وذلك بعد اعتقاله خلال عملية المداهمة المذكورة. 

أهداف غير معروفة 
وقال الناشط "خطاب العمر" من دير الزور لأورينت نت إن قوات التحالف الدولي تقوم بعمليات إنزال في دير الزور بشكل مستمر، ولكن أغلب العمليات في الفترة الأخيرة تسببت بسقوط ضحايا مدنيين في المنطقة، وللآن لم يتم الإفصاح عن أهداف تلك الإنزالات وخاصة التي حصلت مؤخراً بالمحافظة.

وبيّن "العمر" أنه لغاية اليوم لم يتم تعويض ذوي القتلى أو تقديم اعتذار أو حتى تبيان أسباب قتلهم‏، مؤكداً أنه غالباً ما تتم الإنزالات بطريقة خاطئة، وهناك إنزالات تستهدف ناشطين ومنسقين للتظاهرات ضد فساد "الإدارة الذاتية" وممارسات "قسد"، حيث يتم اتهامهم بأنهم من داعش عند اعتقالهم.

وبشكل عام فإن التحالف يعتمد على تقارير تقدمها ميليشيا قسد واستخباراتها بالمجمل، ومن بين المعتقلين الصحفي علي الوكاع والناشط خالد الجابر اللذان اختفيا في سجون قسد منذ حوالي عام ونصف.

اعتقالات تطال الأبرياء
في حين ذكرت شبكات محلية أن التحالف الدولي وقوات من ميليشيا قسد نفذوا عملية مداهمة على منزل في بلدة الحِجنة بناحية البصيرة، فجر الأربعاء الماضي، وتم خلال العملية اعتقال شخصين. 

وبعدها بيوم واحد فقط، نفّذ التحالف الدولي ‎عمليتي إنزال، الأولى ببلدة الحريجية بناحية الصور أسفرت عن مقتل "مهند الخلف" واعتقال "رامي ناجي" أما الثانية فجرى خلالها اعتقال شخص نازح من مدينة هجين شرق دير الزور.


من جهته، ذكر الناشط "فاضل عبود" لموقع أورينت أن الإنزالات والعمليات الأمنية في دير الزور لا تتوقف، والأهالي يقضون غالبية الليالي بخوف لأن الإنزالات عشوائية وتطال أبرياء كما إن أشخاصاً كثراً يموتون، سواءٌ برصاص ميليشيا قسد أو التحالف. 


وأردف: يقضي آخرون شهوراً في السجن قد تمتدّ لسنة ونصف، كما حصل مع إمام مسجد مدينة البصيرة "أبو بلال الحمدان" والذي أُطلق سراحه بعد أكثر من سنة، وتبيّن أنه بريء، كما إن هناك مدنياً يُدعى "غربي الموسى" تم اعتقاله بإنزال للتحالف واقتياده نحو العراق ثم أفرج عنه بعد شهر.

ضحايا من المدنيين
وخلال العام الجاري سقط عدد من المدنيين بينهم أطفال برصاص التحالف وميليشيا قسد، ففي شباط الماضي، وخلال إنزال للتحالف بمدينة ‎البصيرة، أفادت شبكات محلية بمقتل الطفل نشوان الجميل (15) سنة برصاص التحالف، وإصابة والده حسون الجميل، كما تم اعتقال (3) أشقاء له آنذاك ومازالوا معتقلين حتى اليوم. 

وبعدها بوقت قصير قتل التحالف بإنزال آخر في البصيرة المدني إبراهيم خليف العمار (52) سنة، وهو أحد وجهاء بلدة الدحلة بريف دير الزور الشرقي برصاص جنود التحالف وميليشيا قسد. 


ولا يختلف الحال في الرقة كثيراً، فبتاريخ 20 من أيلول الماضي العام الجاري قُتل كل من المدنيين "محمد العلي الشلاش"، وولده القاصر "عبادي"، وذلك أثناء مداهمة نفذتها قوات تابعة لميليشيا قسد، في قرية البيدر التابعة لناحية الكرامة بريف الرقة الشرقي، ولم تعتذر ميليشيا قسد والتحالف عن العمليات الخاطئة أو حتى تعوّض ذوي الضحايا. 


يشار إلى أن ميليشيا "قسد" تعتمد بالمُجمل في إحداثياتها على شبكات من الجواسيس، والتقارير التي تُكتب تكون في غالبيتها كيدية وتعتمد على الشبهات، وهناك أشخاص كثر يتم اعتقالهم ويفقدون حياتهم بسببها.




رابط المادة في موقع #أورينت 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

الفطر القاتل "الكمأة"

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم