أربعة بنود ضمن أتفاق نفطي جديد بين قسد ونظام الأسد يُلقي بظلاله على الجزيرة السورية



زين العابدين العكيدي |  14.09.2022




ازدادت مؤخراً عمليات نقل النفط عبر الصهاريج التابعة لشركة «القاطرجي»، والتي تنقلُ النفط من مناطق سيطرة ميليشيا "قسد" في شمال وشرق سوريا، لمناطق سيطرة النظام، وحسب مصادر محلية فقد لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في أعداد الصهاريج المتوجهة من وإلى حقول النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور، والتي تعود محمّلة بالنفط عبر الطبقة بريف الرقة وتتوجه نحو مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

هذا التغير الملحوظ في زيادة عدد الصهاريج ونشاط عمليات نقل النفط أرجعه مراقبون كنتيجة لما حصل في الاجتماعات الأخيرة والتي أقيمت في الطبقة.

وقالت مصادر خاصة لأورينت إن "اجتماعين عُقدا بين ممثلين عن مجموعة القاطرجي، وعن وزارة النفط في حكومة ميليشيا أسد، مع مسؤولين من الإدارة الذاتية، حيث ناقش المجتمعون عدة مسائل، يمكن إجمالها في 4 بنود؛ الأول زيادة توريد النفط لمناطق ميليشيا أسد، والثاني يتعلق بترتيب آلية نقل النفط وأسعاره، والثالث فتح مقرات إضافية للقاطرجي في مناطق الحسكة وريف الرقة".

 وأما البند الرابع، فبحسب المصدر نوقش في الاجتماع مساعي حكومة ميليشيا أسد لإرسال فريق من وزارة النفط للإشراف على حقول معينة في الحسكة، تحت سيطرة ميليشيا “قسد”، وإلى الآن لم تتوضح نتائج البند الأخير، وكان الاجتماع الأخير بين المذكورين أعلاه قد عُقد بتاريخ 24 من آب / أغسطس المُنصرم في الحي الأول بمدينة الطبقة.

آثار الاتفاق الجديد
التعاون والتنسيق بين الإدارة الذاتية وميليشيا أسد، والمتعلق بعمليات توريد النفط ألقى بظلالهِ على سكان المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “قسد”، حيث شهدت مناطق الرقة والحسكة أزمات للمحروقات، وباتت مشاهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود شبه روتينية، عدا ارتفاع أسعار الوقود.

وعن الموضوع يقول محمد هيمو من سكان مدينة الحسكة : "يعاني السكان كثيراً في مدينة الحسكة والقامشلي في سبيل الحصول على المحروقات بالذات في الآونة الأخيرة، طوابير السيارات أمام محطات الوقود لا تنتهي، يقضي سائقو السيارات ليلة أو ليلتين أمام الكازيات للحصول على الوقود، وحتى المازوت المخصص للشتاء تأخر توزيعه هذا العام، وتم خفض الكميات المخصصة للسكان، كانت الحصة الشتوية للعائلة هي 400 ليتر وتأتي ناقصة لدى العديد من الناس، هذا الشتاء ستكون 300 ليتر، النفط يذهب كله لمناطق النظام حيث تبيعه الإدارة الذاتية، وتتجاهل حاجة شعب الجزيرة ".

ولايختلف الحال في الرقة كثيراً عن الحسكة، حيث تشهد مدينة الرقة وريفها هذه الأيام، أزمة خانقة في المحروقات تمثلت بطوابير السيارات أمام محطات الوقود في مناطق الرقة المختلفة.

وفي هذا الصدد أوضح الناشط مصطفى العلي والعامل في «شبكة نهر ميديا» أن الأزمة بدأت بعد إصدار إدارة الجمارك في الإدارة الذاتية قراراً يمنع أهالي الرقة وريفها من بيع المحروقات في محلاتهم أو على البسطات، والتي بدورها كانت تخفف عبء الوقوف أمام محطات الوقود على أصحاب السيارات وتوفره بشكل مستمر، ومع سريان مفعول القرار في الرقة، بدأ مشهد الازدحام أمام محطات الوقود في مدينة الرقة وريفها يعود من جديد إلى الأنظار، حيث يظطرّ أصحاب السيارات إلى الوقوف أمام محطات الوقود لساعات طويلة لملء سيارتهم بالوقود وأكثر المتضررين هم أصحاب سيارات الأجرة، حيث بات يترتب عليهم العمل يوماً والوقوف ضمن الطابور يوماً آخر.

وأضاف العلي أنه في الآونة الأخيرة لوحظت زيادة كميات المحروقات المُصدَّرة للنظام عبر شركة ‹القاطرجي» الوسيطة بين الطرفين، الأمر الذي يُسبّب تخوفاً كبيراً لدى أهالي الرقة بتفاقم الأزمة وزيادة معاناتهم، ورفع أسعارها، كميات الصهاريج التي تعبر مدينة الطبقة نحو مناطق النظام باتت ضخمة جداً ولا تنقطع).

وتضلعُ مجموعة القاطرجي بجميع عمليات نقل النفط، والحبوب، وغيرها من مناطق سيطرة ميليشيا قسد، لمناطق سيطرة ميليشيا أسد، ولا يقتصر عملها على ذلك فحسب، بل يتعدّاه إلى تهريب المخدرات والآثار والبشر. حتى أنه في أواخر شهر حزيران/ يونيو الماضي، وفي دير الزور بمنطقة ‎الكسرة الخاضعة لسيطرة ‎ميليشيا قسد، تم إنشاء «منطقة حرة» للتهريب بين قيادات من قسد وبين ضباط من مليشيا أسد، والشاحنات التي تنقل البضائع وتتبع للقاطرجي، حيث تتم عمليات التهريب ليلاً وتذهب الشاحنات بترفيق من ميليشيا القاطرجي محمّلة بالحبوب والسكر والزيت والطحين، نحو مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

وساهم التنسيق بين القاطرجي وميليشيا قسد بشكل كبير بالالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على ميليشيا أسد، فلولا الرجل لتفاقمت معاناة الميليشيا.

ويمتلك القاطرجي نفوذاً كبير في شرق وشمال سوريا، ولديه شبكة علاقة قوية جداً، ويمتلك ميليشيا مسلحة خاصة، وتعوّل عليه ميليشيا أسد كثيراً، في العام 2018 أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شركة القاطرجي على لائحة العقوبات، بسبب عمليات تجارة الوقود التي كان يُنفّذها بين النظام وتنظيم داعش، بما في ذلك توفير المنتجات النفطية للمناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، ولا يزال القاطرجي يُنسّق مع خلايا داعش حتى اليوم في دير الزور، ويدفع لهم كي لا يتعرضوا لصهاريجه.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم