اختراق أم شراكة؟.. قادة بارزون في قسد يروّجون لمصالحة الأسد والقتال في صفوفه

زين العابدين العكيدي 
16.08.2022


بات وجود ميليشيا أسد وإيران حاضراً وبقوة في مناطق شرق الفرات شمال شرق سوريا، التي تُسيطر عليها ميليشيا قسد (PYD) وهذا التغلغل ساهم فيه عدد من الشخصيات التابعة لقسد، وقسمٌ من أبناء عشائر المنطقة، حيث بات ذلك الحضور أمراً ضرورياً لتسهيل المصالح بين تلك الأطراف المتنازعة في العلن وعلى حساب الشعب السوري.


شبكات تجسس وتخريب
تعجُّ مناطق شرق الفرات بخلايا تابعة لميليشيات إيران وعلى رأسها (الحرس الثوري) و(حزب اللّه) ونظام أسد، ولعل أخطرها هي الخلايا المنتشرة في عدة مناطق بدير الزور وأهمها "ذيبان وخشام" وتتمحور مهامها في استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، والتجسس لصالح الميليشيات والرصد، وهناك عدد كبير من العناصر الذين جندتهم إيران في المنطقة، ومن بينهم كذلك عناصر من ميليشيا قسد".

وتضلع ميليشيات إيران بعمليات قصف القواعد الأمريكية في دير الزور، ففي تاريخ 31 ديسمبر من العام الماضي 2021، ذكر إعلام ميليشيا قسد أن التحالف الدولي أفشل عملية وشيكة لاستهداف قاعدة حقل العمر النفطي، حيث تم رصد شخص حاول أن ينصب صواريخ قرب القاعدة، فأبلغ قوات ‎قسد التي وصلت للموقع ومكان الصواريخ واستولت عليها، بحسب الناشط عمر الخطاب من دير الزور.


ويضيف الخطاب في تصريحات لأورينت نت: "في مناطق سيطرة النظام بدير الزور يوجد شخصان عميلان هما (غديف الهليل)، و(هاشم مسعود السطام) والأخير يشغل منصب قائد ما يسمى بــ "لواء أسود العكيدات"، ويمتهنان تجنيد الشباب وإرسالهم لمناطق سيطرة ميليشيا أسد في غرب الفرات، إضافة للإشراف على عمليات التسويات والتسهيل لها، وتجنيد عملاء وجواسيس للنظام والحرس الثوري في الجزيرة، وتديرُ هذهِ الشبكة عدة معابر نهرية على الفرات، وأهم تلك المعابر هو معبر (ذيبان - الميادين) النهري، ومن خلاله تدخل كميات من الأسلحة لمناطق سيطرة قسد وبتواطؤ قيادات من الأخيرة".

وبحسب عدة وكالات إعلامية محلية، فإنه بتاريخ 9 أيار/ مايو الماضي من العام الجاري، قامت قوات من التحالف الدولي، تساندها قوات من HAT التابعة لقسد، بعملية إنزال في بلدة الشحيل شرق دير الزور والخاضعة لسيطرة قسد، وتم خلالها اعتقال (4) أشخاص، واقتيادهم لقاعدة «حقل العمر» التي توجد فيها القوات الأمريكية، والمعتقلون من عائلة الوهيبي وهم نازحون من مدينة الميادين، ويعملون “جزارين” والتهمة التواصل مع خلايا إيران حسب مصادر من قسد، حيث يشن التحالف وقسد حملات اعتقال متكررة في مناطق دير الزور، بذريعة التعاون أو الانتماء لتنظيم داعش، لكن هناك مرات قليلة يتم فيها اعتقال أحد بتهمة التبعية والتعامل مع الميليشيات الإيرانية. 

وفي ذات السياق قالت مصادر محلية خاصة لأورينت نت: "إن هناك شبكة تجنيد كبيرة يديرها عدد من الشخصيات في مناطق سيطرة ميليشيا «قسد»، وحصلت أورينت على أسماء أبرز أعضاء تلك الشبكة والتي تضم كلاً من : رباح الحسن، وعصام الدباب، جميل محمد الباش، عبد محمد الباش، وعلي الجراد، وهؤلاء لهم تواصل مباشر مع قيادات في نظام الأسد من أبناء بلدة ذيبان وهم غديف الهليل، وهاشم مسعود السطام، وحسب المصدر فينحدر الأشخاص المذكورون من بلدتي الشحيل، وذيبان بريف دير الزور الشرقي. 


ويضيف المصدر :"هناك قيادات من ميليشيا قسد ضالعة بالتعامل مع ميليشيا أسد ومنهم القيادي الملقب بــ(العمدة) وهو من أقارب أحمد الخبيل قائد مجلس دير الزور العسكري، وهو مقرب من النظام ويتواصل مع ضباط في أمن الدولة التابع للنظام، ويعمل معه شخص يدعى (عناد الشاهر) والذي يدير شبكة من المتعاونين مع ميليشيات إيران ويروّجان للتسويات والمصالحات في مناطق شرق الفرات".


تهريب مشترك
ومؤخراً تزايدت وتيرة عمليات التهريب على جانبي نهر الفرات في محافظة دير الزور، ويشرف عليها قيادات من ميليشيا «قسد»، بالتنسيق مع ضباط من ميليشيا أسد، ويقول الناشط المحلي محمد الخالد من دير الزور في هذا الصدد:" ترعى كوادر ميليشيا PYD جميع عمليات التهريب في دير الزور، وبنفس الوقت يقومون بخداع التحالف الدولي تحت ما أسموه عمليات (مكافحة التهريب) لكن للقضية وجه آخر، فملاحقة المهربين على الفرات تقتصر بمطاردة المهربين الصغار من سكان المنطقة، والذين يقومون بعمليات تهريب عبر قوارب صغيرة وعبارات متوسطة الحجم، يهربون من خلالها براميل نفط وطحين وسكر، ويذهب هؤلاء المهربون عادةً ضحية ما يسمى بمكافحة التهريب والتي يقودها التحالف الدولي، والذي يعتمد على معلومات تقدمها مخابرات ميليشيا قسد، وفي الحقيقة ترعى كوادر ميليشيا قسد عمليات التهريب الكبرى عبر الفرات لمصلحة نظام الأسد.

ويقوم كل مسؤول معبر نهري بدفع إتاوة إجبارية لكوادر PYD وتتراوح لحدود 6000 دولار أسبوعياً وأبرز هؤلاء القياديين هم «أبو صالح» رئيس العلاقات العامة لــ “قسد” ويقيم في بلدة الصور بريف دير الزور، وله كذلك نسبة من عوائد معبر الشحيل، وضليع بعمليات تهريب الإسمنت والحديد والنفط لمناطق النظام، وهناك كذلك القيادي «إنگيل» له حصة كبيرة من معبرَي الحوايج و ذيبان شراكة مع الكادر «زاغروس»، ويبرز كذلك اسم القيادي «روني» وله حصة من معابر منطقة الجرذي شرق دير الزور، وعلى الضفة الأخرى للفرات وفي مناطق النظام يشرف على عمليات التهريب عدة ضباط وقيادات من النظام، سواء من ميليشيات الفرقة الرابعة أو الدفاع الوطني، أو لواء القدس الإيراني، وبالطبع فميليشيات إيران حاضرة كذلك، حيث تسيطر على (7) معابر نهرية كبيرة في دير الزور. 



رابط المادة : #Orient 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم