إضراب مفتوح .. توقف العملية التعليمية بدير الزور للأسبوع الثالث والمعلمون يرفعون 5 مطالب

زين العابدين العكيدي


 13.04.2022 | Orient


 

ثلاثة أسابيع مضت على بداية إضراب المعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا «قسد» بريف دير الزور، حيث ما زالت العملية التعليمية متوقفة بشكل شبه كامل، و لم تستجب الإدارة الذاتية لمطالب المعلمين أو تستفسر منهم.

وما زال إضراب المعلمين مستمراً في عموم دير الزور وطال عدة مناطق أخرى تسيطر عليها قسد كريف الرقة ومنبج، ويمكن تلخيص مطالب المعلمين بــ زيادة الرواتب كون رواتب المعلمين هي الأقل في جميع دوائر الإدارة الذاتية، حيث لاتتجاوز الــ 60 دولاراً، إضافة للمطالبة بدعم التعليم بكل الوسائل الحديثة وتركيز عمل المنظمات التي تعمل في المنطقة نحو دير الزور، وإنهاء الفساد في عمل المنظمات وفي سلك التعليم، وتفعيل دور النقابة. 

دوافع الإضراب

وفي هذا الصدد قال الناشط المحلي فاضل العبود لأورينت نت: بدأ المعلمون إضراباً مفتوحاً في عدة بلدات بالريف الشرقي لدير الزور، في 14 من آذار الماضي، ثم شمل عموم المنطقة الخاضعة لسيطرة ميليشيا (قسد)، للضغط من أجل تحقيق مطالبهم المتمثلة بزيادة الرواتب بما يتناسب مع سعر صرف الدولار الأمريكي، بعد هبوط قيمة الليرة السورية، كما طالبوا كذلك بتفعيل دور النقابة وتعيين حراس للمدارس، ودعم العملية التعليمية في المنطقة.

بدوره يقول ممدوح العلي مدير إحدى المدارس بريف دير الزور في حديثه لأورينت نت: “إن دوافع المعلمين للإضراب كثيرة ولا تتمثل المطالب بزيادة رواتب فقط، بل نريد تفعيل دور نقابة المعلمين ودعم التعليم بكل الوسائل الحديثة الموجودة، ومن غير المعقول أن مدارس دير الزور ما زالت تستخدم الطبشور والذي لم يعد أحد يستخدمهُ أساساً في باقي العالم، وغالبية المدارس بدون أبواب ونوافذ لا تقي الأطفال حر الصيف ولا برد الشتاء، ليس هناك دعم ولا اهتمام بالتعليم ولا الطلاب، وغالبية الأطفال بدون دفاتر وكتب”.



ويوضح العلي: “لك أن تتخيل أن لدينا طلاباً يتشاركون بدفتر واحد ويكتبون الوظائف على أوراق يستعيرونها من زملائهم، ليس لديهم القدرة على شراء دفاتر ومستلزمات، حتى الدعم من قبل بعض المنظمات يتم سرقته ولا يصلنا شيء منه، أما المناهج فهي هشة جداً وضعيفة ولا ترقى للمستوى المطلوب للتعليم، للأسف يتعرض التعليم هنا للإهمال المتعمد”. 

تدهور ممنهج

يرى الناشط فاضل العبود: “أسباب كثيرة ساهمت في تدهور التعليم في دير الزور ولعل أبرزها سياسة (الإدارة الذاتية) التي لا تكترث للمنطقة والفساد الذي يُغرق المجالس المحلية، إضافة لفقر السكان والذين يتسرب أطفالهم من المدارس بغية العمل، الأهالي يرغبون بتعليم أبنائهم فعلاً لكنهم يعلمون أن التعليم في مدارس الإدارة الذاتية بدون أي ثمرات أو مستقبل، والمناهج ركيكة جداً فهي مناهج للإدارة الذاتية وطبعتها منظمة اليونسيف”.

ويؤكد الناشط المحلي أنه منذ سيطرة ميليشيا «قسد» على مناطق دير الزور أواخر العام 2017 "لم تتحسن أي ناحية من نواحي الحياة، وبالذات التعليم فهو شبه مهمش، حيث استخدمت الميليشيا سابقاً المدارس كمقرات عسكرية لمدة طويلة، وبعد مطالبات الأهالي في عديد المناطق لقسد بضرورة إخلاء المدارس، خرجت قسد بعد مدة طويلة من معظمها ولكن بعد إفراغها تماماً، حيث تم تعفيش أبواب وشبابيك تلك المدارس والأمثلة كثيرة، و‏اليوم تهمل (الإدارة الذاتية) التعليم في دير الزور ولا تعطيه أي أهمية، ويقتصر دعم التعليم في دير الزور على إعطاء رواتب للمعلمين فقط، ولا يوجد أي دعم أخر، وحتى راتب المعلم هو عبارة عن مبلغ زهيد ).


 
لا أمل منشوداً

بدوره يرى أحد مدرسي قرى الخابور في حديثه لأورينت: أن “الإدارة الذاتية لن ُتغيرَ من تعاطيها مع قضية التعليم في دير الزور من دون ضغوط من المعلمين ووسائل الإعلام، فهيئة التعليم عبارة عن أشخاص فاسدين ويتحكم بهم كوادر من حزب PYD لا يحملون شهادات ولا يعنيهم التعليم أساساً، الفساد موجود ومستشرٍ، ويتم سرقة أي دعم يأتي من قبل المنظمات التي تهدف لإعادة تأهيل المدارس وتأمين مازوت التدفئة، ودعم الطلاب، حيث يعمدُ هؤلاء الكوادر وبعض أعوانهم في المنطقة من الفاسدين لدفع رِشاً لموظفي المنظمات للتوقيع على استلام أعمال لم تنجز ورفعها للمنظمات على أنها أنجزت”، مؤكدا أن “مدارس منطقة الخابور النائية، لليوم التعليم شبه متوقف فيها منذ العام 2014، لم يتم إرسال أي منظمات لدعم التعليم هناك، بل تعمد الإدارة الذاتية على تهميشها، كذلك الحال بريف دير الزور الشمالي”.



كما إن الناشط المحلي يرى أن التعليم في مناطق سيطرة ميليشيا قسد في الوقت الحالي “بلا مستقبل واضح ويشهد عنصرية نوعاً ما، مناطق على حساب مناطق، حيث يضرب مثالاً بقوله: ”هناك جامعات افتتحتها الإدارة الذاتية في الحسكة منذ سنوات بينما لم يتم افتتاح أي جامعة في الرقة أو دير الزور، أساساً المدارس بدون شبابيك وأبواب".

وكانت ميليشيا «قسد» أزالت مطلع العام الحالي، مجموعة من الغرف المُسبقة الصنع في قرية "أبو النيتل" بريف دير الزور الشمالي والتي كانت تُستخدم كمدرسة في القرية المُعدمة تماماً، وقام عناصر الميليشيا بنقل تلك الغرف إلى عدة مدارس في الريف الشمالي وجعلوها كمحارس وحوّلت عدداً من المدارس هناك لمقرات عسكرية، (مدرسة الزعيلي، ومدرسة الطريخم ،إضافة لمدرستين في بلدة رويشد)، وحاول بعض المدنيين حينها الاعتراض والتدخل لمنعهم من ذلك لكن ردت عليهم الميليشيا بإطلاق النار واستقدمت تعزيزات وهددت باعتقال كل من يعترض.

وتشهدُ مناطق دير الزور الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد فساداً غير مسبوق، وتهميشاً كبيراً في مختلف نواحي الحياة، وللأسف فإن قطاع التعليم هو الأكثر تضرراً في المنطقة، فالتعليم شبه متوقف منذ العام 2013، فيما لم تقدم الميليشيا على أي خطوات لتحسين العملية التعليمية في دير الزور. 



رابط المادة : #Orient


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم