سباق محموم على أستقطاب شباب ديرالزور العائدين من خلال المصالحات بين ميليشيا الحرس الثوري، وميليشيا الدفاع الوطني، زيادة رواتب، اجازات طويلة، في ظل حالات هروب كثيرة للعناصر بسبب الخوف من داعش.

Orient | 12.02.2022 | زين العابدين العكيدي 


سباق محموم على أستقطاب شباب ديرالزور العائدين من خلال المصالحات بين ميليشيا الحرس الثوري، وميليشيا الدفاع الوطني، زيادة رواتب، اجازات طويلة، في ظل حالات هروب كثيرة للعناصر بسبب الخوف من داعش. 







تحاول ميليشيا «الحرس الثوري» في محافظة دير الزور أستقطاب المزيد من شباب المحافظة لصفوفها، خصوصاً العائدين منهم من خلال التسوية الأخيرة لنظام الأسد، عدد من الميليشيات المنضوية تحت مظلة الحرس الثوري باتت تعاني منذ منتصف العام الماضي 2021 من تناقص أعداد مُنتسبيها المحليين. 

الناشط فاضل أبو الحارث والمقيم في دير الزور قال لأورينت :( غارات التحالف الأخيرة ضد ميليشيات إيران في دير الزور بداية العام الجاري، وما قبلها إضافةً لهجمات تنظيم داعش في البادية تسببت بحالة من الذعر لمنتسبي الميليشيات الموالية للنظام، خصوصاً الدفاع الوطني، والحرس الثوري حيث ترك العشرات منهم صفوف هذه الميليشيات نحو طريقين الأول الهرب لمناطق قسد، والثاني الأنتساب لجيش النظام كون أغلبهم مطلوبين للخدمة الإلزامية، وأمام تناقص أعداد المقاتلين في صفوف هذه الميليشيات وقعت في أزمة، وجاء الفرج عبر مايُسمى بالتسوية أو ُمكرمة رأس النظام بشار الأسد لأهالي دير الزور كما سماها أعلام النظام في نوفمبر من العام الماضي، حيث توافدت أعداد من الشباب لمناطق النظام لتسوية أوضاعهم، هذهِ التسويات كانت فرصة كبيرة للميليشيات لأستقطاب مقاتلين جدد إليها، وهنا بدأ سباق محموم بين ميليشيات الدفاع الوطني، وبين الحرس الثوري التي قامت بتسهيلات عديدة في سبيل كسب منتسبين جدد لصفوفها). 

وكانت شبكة « نهر ميديا » قد قالت أنه بتاريخ 14 يناير المنصرم قامت مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" برفع رواتب عناصرها المحليين في جميع المليشيات المحلية التابعة لها بزيادة قدرها 30 ألف ليرة سورية، حيث أصبح راتب العنصر 108 بعد أن كان 78 ألف ليرة سورية، وهي الزيادة الثانية خلال مدة 20 يوماً فقط حيث سبقها زيادة سابقة على الرواتب قدرها 20 ألف ليرة، والهدف من هذهِ الزيادة الجديدة حسب ماقال الناشط محمد علي الخالد من دير الزور : هي لحث العناصر المنتمين لميليشيات الحرس الثوري على البقاء وعدم تركها، ومن جهة أخرى تندرج الزيادة ضمن مساعي الحرس الثوري لجذب مقاتلين جدد من أبناء المحافظة حيث يعتبر العامل المادي سبباً مباشراً لأنخراط بعض شباب المنطقة بصفوف الميليشيات المتنوعه في مناطق النظام، إضافة لذلك تم حصر الخدمة لأبناء تلك المناطق في مناطقهم حصراً، وزيادة مدة الأجازات الممنوحه لهم).

مع ذلك فإن حالات الهرب مُستمرة ولاتتوقف من صفوف ميليشيا الحرس الثوري، يقول «حسان» أحد العناصر السابقين لميليشيا الحرس الثوري :( أنتسبت لصفوف الحرس الثوري في شهر أب/أغسطس من العام الماضي، أنا لست مطلوباً لخدمة الأحتياط في جيش الأسد، وكنت أقطنُ مدينة الميادين مع عائلتي، بحثتُ عن عمل في المنطقة لكن لم أجد، أغلب الشباب هنا من العاطلين عن العمل أو المطلوبين للنظام ينتسبون لميليشيات النظام المتنوعة، ولكن من حيث الأفضلية من الناحية المادية تعتبر ميليشيا الحرس الثوري الأفضل، وكذلك يُعتبر الأنتساب لها باباً للخلاص من ملاحقات أجهزة النظام الأمنية، شخصياً أوضاعي المادية مزرية لذلك أنتسبت لهم، بقيت حوالي ثلاثة شهور أخدم في أرياف دير الزور، ثم تم الزج بنا في قطاعات البادية، وهناك وبعد أسبوع من تواجدي شن التنظيم هجوماً في بادية البوكمال قرب منطقة T2 قُتل فيه عدد من العناصر، بعدها بأسبوع أستهدف التحالف بغارات جوية مقرات للحرس الثوري في منطقة البادية قُتل عدد كبير من عناصر الحرس الثوري، الغارات كانت مرعبة، بعدها حصل اضطراب للقيادات الإيرانيين للميليشيا تم وصفنا بالسنة الخونة علناً في أحد الأجتماعات من قبل قيادي إيراني يُدعى «حاج حسين» ووصفنا بالعملاء وأننا نعطي أحداثيات للتحالف، وتمت أعادتنا للبادية مجدداً، هنا باتت مسألة موت وحياة، تذرعت بالمرض وأخذت أجازة مرضية ثم توجهت نحو مناطق سيطرة «قسد»، أعيش اليوم في الرقة ولستُ مضطراً للموت في سبيل المال، أو في سبيل إيران، الوضع في عموم سوريا مُزري أساساً ).



ولايختلف المشهد كثيراً لدى ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور، التي يقودها فراس الجهام والتي ُتعتبر وجهة بعض شباب دير الزور المطلوبين للنظام وأقل خطورة من الأنتساب لميليشيات الحرس الثوري، عن الوضع داخل الدفاع الوطني يقول الناشط أبو محمد الفراتي :(تعتبر ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور من أكثر الميليشيات فساداً على الإطلاق لذلك هي تعتبر مصدر جذب لعدد كبير من الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية، أو ممن عليهم قضايا أمنية وعادوا من خلال التسويات، ولكن السبب الأبرز للأنتساب إليها هو كما أسلفت «الفساد» هناك أعداد كبيرة من العناصر يبقون في منازلهم ولاينخرطون بأية أعمال قتالية مقابل دفع رشاوى لقيادات الميليشيا، حيث تتيح الرشاوى حصانة أمنية للعنصر الذي يدفع، حيث يحصل حينها على بطاقة أمنية ويتنقل بحرية شبه تامة ولايلتحق بأي دوريات أو عمليات قتالية، لذلك تعتبر ميليشيا الدفاع ملاذاً لكل مطلوب، وتعتمد ميليشيا الدفاع الوطني على أساليب الترهيب لجذب المقاتلين إليها حيث يتم أبتزاز الاشخاص العائدين لمناطق النظام وتهديدهم بين الأنتساب أو تسليمهم لأجهزة الأمن، وعندما يقبل الشخص الأنتساب يغرونه بسهولة الخدمة في صفوف الميليشيا والخدمة في منطقته، وبأمكانه دفع المال إذا لم يرغب بالألتحاق بالدوام). 



ومع ذلك ورغم الفساد الكبير الذي يتخلل الميليشيا لكن هناك عمليات هروب تحصل أحياناً لبعض العناصر والسبب هو الزج بهم في معارك البادية، وعمليات التمشيط فيها، ففي تاريخ 13 يناير المنصرم هاجمت خلايا لتنطيم داعش عدة نقاط في بلدة الكشمة شرق ديرالزور وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من عناصر الميليشيا حسب ماقالت شبكات محلية مثل فرات بوست، وعين الفرات، بعيد ذلك الهجوم تحدثت عدة مصادر من دير الزور عن حالات هروب لعدد من عناصر ميليشيا الدفاع وتركهم للميليشيا وأنظموا لجيش النظام في سبيل الأبتعاد عن شبح هجمات داعش والتي يكون أغلب ضحايا هجماته من ميليشيات الحرس الثوري والدفاع الوطني عادةً، ورغم كل مايحصل لازالت الميليشيات أنفة الذكر تعتبر الأكثر جذباً للعائدين لمناطق سيطرة ميليشيا أسد في محافظة .


رابط المادة | #اورينت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

الفطر القاتل "الكمأة"

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم