ثورة ديرالزور بقيادة القائد رمضان باشا شلاش 1919

🔶 ثورة ديرالزور بقيادة القائد رمضان باشا شلاش 


قامت بريطانيا بأحتلال محافطة #ديرالزور على إثر حملة قادمة من العراق وطلبت حينها من المتصرف الذي عينته الحكومة العربية (مرعي باشا الملاح) تسليم المدينة وإنزال العلم العربي،لكنه رفض وقرر الاحتكام لوالي حلب شكري باشا الايوبي والذي تتبع متصرفيه ديرالزور له وهناك طلب منه والي حلب تسليم المدينة للبريطانيين بإيعاز من الحكومة العربية التي كانت تتحاشى الصدام مع الانكليز. فوقعت ديرالزور بذلك تحت الحكم البريطاني وكانت ديرالزور قد خرجت عن حكم الاتراك بتاريخ السادس من تشرين الثاني نوفمبر لعام 1918 حين قرر متصرفها التركي حلمي باشا الانسحاب مع جيشه من المدينة خوفاً من هجوم القوات العربية وحلفائها.
ومع رحيل الاتراك وجد اهالي ديرالزور أنفسهم بلا حكومة وقرر رئيس البلدية الحاج فاضل العبود تشكيل حكومة سميت حكومة الحاج فاضل الاولى وسماها الاهالي حكومة الفلتان لأنها لم تكن تتبع لأي سلطة مركزية وأستمرت حوالي شهرين قبل أن تدعوا الحكومة العربية بدمشق لضمها إليها.
أستجاب الامير فيصل لمطلب أهالي ديرالزور وأرسل قوة عربية بقيادة ابن عمه الشريف علي بن ناصر أستقبلت أستقبالاً حاراً.
وفي السابع من كانون الآول ديسمبر من عام 1918 وصل أول متصرف عربي لديرالزور هو مرعي باشا الملاح الذي عين حاكمين لقضاء الميادين والبوكمال.
كان مرعي باشا الملاح محبوباً لعدله ونزاهته لكن تصرفات قوات الشريف ناصر بن علي المكروهه ومحاصرة البريطانيين لحركة القوافل التي كانت تشكل عصب الحياة في إقتصاد ديرالزور جعل وضع المدينة يزداد سوءاً تزامناً مع بث الشائعات عن توزيع البريطانيين للمعونات الغذائية للمناطق التي،يحكمونها ما دفع بعض اعيان ديرالزور لتوقيع عريضة سرية تطالب بوصل النفوذ البريطاني على المدينة، فيما قام الحاج فاضل العبود بزيارة سرية الى بغداد وعاد مقتنعاً بأن حل مشكلات مدينتة سيكون على ايدي الانكليز.
رفض أبناء المدينة وجود الانكليز ولم يطل الوقت بأعيانها حتى أكتشفوا ان البريطانيين لم يحلوا مشكلاتهم الاقتصادية وان الضرائب قد زادت على ما كانت علية ايام الحكم العربي بحجة فرض الامن وما هي الا بضعة اشهر حتى انطلقت ثورة ديرالزور ضد البريطانيين بزعامة احدى أبنائها (رمضان باشا شلاش) الذي عينته الحكومة العربية حاكماً عسكرياً على الرقة.


كان رمضان شلاش المولود في بلدة الشميطية التابعة لديرالزور لعام 1882 أبناً لأحد شيوخ عشيرة البوسرايا وقد سافر الى الاستانة وهو طفل ليلتحق بالمدرسة التي أسسها السلطان عبدالحميد الثاني لتدريس أبناء العشائر العربية ثم ألتحق بالمدرسة الحربية وتخرج منها عام 1905 برتبة ملازم خيال ونظراً لتميزه عين مرافقاً للسلطان عبد الحميد في استانبول وتقلب في وظائف عسكرية عدة و أوفد الى ليبيا قائداً لأحدى الوحدات هناك.



وبعد أندلاع الثورة العربية ألتحق بجيش الشريف حسين ومنح لقب باشا عين رمضان شلاش حاكماً عسكرياً على الرقة في تشرين الاول من عام 1919 وسرعان ما عمل على تشكيل جيشٍ للعشائر فهاجم ديرالزور في 11 كانون الاول ديسمبر لعام 1919 في هجوم مباغت فأحرق دار الحكومة وأستولى على الخزنة التي كانت تجمع فيها الضرائب من الناس وأضرم النار في مستودعات البنزين وأضطرت القوات البريطانية للأنسحاب والتحصن في الثكنة العسكرية شمال المدينة وبعد ثمانية ساعات من القتال أضطرت الى الاستسلام فأخذ الحاكم العسكري البريطاني رهينة لديه مع أثنين من ضباطه حتى لايتم قصف المدينة.
لم يسكت الانكليز على الهجوم وجهزوا قوة جديدة لاسترداد المدينة وتابع رمضان شلاش ثورته فحرر قضاء الميادين والبوكمال مما احرج حكومة الأمير فيصل فأرسلت منشوراً ألقته الطائرات الانكليزية على المدينة تطلب فيه وقف القتال وتتبرأ مما أسمته الأهانه الموجهة لحليفتنا بريطانيا العظمى.
لكن رمضان شلاش رد على المنشور بكلمته التي خلدها التاريخ :

« إن هذه البلاد بلادنا ولم تكن بلاد فيصل و أبو فيصل ».




وخلال أربعة أشهر من القتال تمكن رمضان باشا من طرد الانكليز من منطقة الفرات ومقاتلتهم في عمق الاراضي البريطانية، هناك قول قيل أنه منسوب لــ وينستون تشرشل وزير المستعمرات البريطانية آنذاك :
عدونا في الشرق أثنان لينين في الشمال و رمضان شلاش في الجنوب (بحاجة للتحقق) .


24.02.2022 (زين العابدين العكيدي). 




 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

الفطر القاتل "الكمأة"

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم