خلافة من ورق حقاً
08 سبتمبر 2021 - خلافة من ورق
لا أدخل تويتر كثيراً بحكم وضع الكهرباء المأساوي، والأنشغال بأمور الحياة، ونوعاً ما من حالة الاحباط التي سيطرت علينا كسوريين في الداخل، نستيقظ كل يوم او نتفاجئ كل لحظة على اخبار قصف ومجزرة ينفذها جيش النظام وحلفائه، لكن احيانا تصادفني اخبار قيل انها في ديرالزور (حيث أعيش) ..
<اخبار لا ادري ماهو مصدرها تتحدث عن اعتقال قيادي فلاني في قسد !
او انسحابات للروس والايرانيين وحشود لهم، والاكثر هي الاخبار القادمة من البادية والتي تتحدث اختفاء ارتال ومقتل العشرات من قوات النظام بعمليات نوعية لتنظيم داعش، وعندما اشاهد الخبر وناقله والتعليقات تحته ..
<بل وسرعة انتشار الخبر وتلقفه من وكالات وكأنه حقيقة فعلا، اصاب بالذهول عندها - لا اود القول اني اعيش في البادية ولا اعلم الغيب، لكن لنا مصادرنا وقريبين جدا منها، وديرالزور باتت كقرية اليوم، كل حدث فيها يعرف بسرعه وينتشر كالنار في الهشيم ..اغلب اخبار البادية واغلب الاخبار من ديرالزور مناطق غرب الفرات - النظام- هي وهمية ومسيسه خصوصا المتعلقة بأيران وموضوع البادية، وقضية داعش وقوة داعش هناك، لا اود الخوض بالتفاصيل لاني تحدثت كفاية عن الموضوع لكن وجب التنويه ان شهر اغسطس مثلا الماضي لم يشهد سوى هجومينلداعش في بادية ديرالزور، وهجوم قرب اثريا، (صاروخي) من بعيد، وانفجار عبوة ناسفة، بينما لو تصفحت اخبار بعض الوكالات السورية المعارضة لوجدت 15 هجوم للتنظيم ومقتل العشرات من عناصر ايران و النظام !!!هذا الشهر مثلا لم يشهد سوى هجوم وحيد وصاروخي كذلك- لم تحصل اشتباكات ابداً وذلك بتاريخ (4) من هذا الشهر.
اسلوب داعش تغير كثيرا منذ حملات روسيا والنظام الاخيرة، في عمق بادية ديرالزور وحمص واطراف التنف، السيطرة على بادية مفتوحه مع العراق مستحيل، وعناصر داعش يقاتلون كأفراد ..ويتنقلون عبر دراجات نارية وسيارات رباعية الدفع نادراٍ، وهجماتهم باتت قصف من بعيد، او زرع عبوات، الزخم البشري للتنظيم يبدو انه انتقل للعراق منذ شهر ابريل، وفي سوريا باتت بادية الرقة والبشري تشهد ظهورا لداعش هناك، عكس الشامية بديرالزور او سلمية بحماة والتي خفت هجمات داعش فيها ..شهر مارس كان ساخنا بعمليات داعش، لكن الاسلوب الروسي الجديد غير قواعد اللعبة ولو قليلا ومؤقتاً، وبات التنظيم ربما حذرا اكثر، ويخاف على عتاده البشري اكثر، تم تغيير عدة تشكيلات للنظام في البادية، وتغير واضح في التكتيكات لمواجهة داعش، وتم نسف عشرات الانفاق وتأمين اوتستراد دمشقديرالزور، والذي انقطع اكثر من مرة قبل شهر ابريل 2021- حتى معرفات داعش والتي عرف عنها سباقها في نقل اي عملية استهداف يقوم بها التنظيم هي مذهولة وتتخبط بالاخبار من حجم الاخبار الوهميه القتدمة من البادية ، والتي تروج لها شبكات محلية ودوليه مطلوب منها الترويج لهكذا ملف ..اضافة لتهويل حجم الدور الايراني وقضايا التشيع وزواج المتعه في ديرالزور والتي لاتعدو عن اخبار سخيفه ليس لها وجود حقيقي، ايران وداعش موجودان نعم ويتشاركان في معاناة السوريين لكن لم نرى لليوم كأبناء ديرالزور حفلات زواج متعه هنا كما يشاع عنها في الاعلام .. !الاخبار عن داعش وايران تلاقي قبولا كبيرا لدى جمهور السوريين عموما لسبب بسيط انها تشفي غليل اناس تهجروا وظلموا من قبل نظام بربري همجي، وتلبس كذلك ثوبا طائفيا، ليس بالضرورة ان من يصفق لداعش هو داعشي ، احيانا وعن مشاهدات لي .. اغلب جمهور المعارضين يهلل لهكذا اخبار ..مثل القصف الاسرائيلي مثلا، فهي حوادث تتسبب في نوع من الانتقام من عصابة الاسد - نفسيا - شئ منطقي في طبيعة اي انسان مظلوم ، عدو عدوي صديقي، من هذا المنطلق الجمهور يهلل لهكذا اخبار ، وتلاقي قبولا سريعا دون التحقق منها او التثبت حتى ..كما قلت ملف البادية ، او مناطق قسد دوما داعش عبر معرفاتها تتبنى العملية ، ولكن ان تمر شهور واسابيع ربما - ولا نشاهد عشرات الجثث التي يسوقها الاعلام، منذ العام 2012 وانا واعوذ بالله من كلمة انا- في هذا المجال - تغطية اخبار ديرالزور- والرقة والحسكة ومنبج- ان وجدت المصادر- لستهنا بصدد الطعن بأحد لكن وجب التنبيه فقط ان اغلب مايتم تداوله عن اخبار في البادية او ايران هي اخبار وهميه ومسيسه من قبل وكالات تختص بهكذا شئ، وسبق لبعضها ان تواصل معي منذ زمن ، المهنية في نقل الاخبار غائبه غالبا عند البعض، خسرنا كل شئ بسبب اجرام الاسد وايران والروس وداعش ..ولازلنا مستمرين في نضالنا ضدهم رغم عجزنا في الواقع، لكن نحاول ان ننقل مايحصل بالشرق بمهنية ان امكن، مع فضح ممارسات كل طرف من قسد للنظام لداعش لايران للروس والوطني وغيرهم ..
- وللتنويه اسلوب داعش كذلك في الدعاية ولعملياته لازال كما هو سابقا - تضخيم وتهويل وفبركه ..لكسب انصار سذج، وحتى ان هناك جيلا من شعبنا لم يعاصر داعش غالبا او كان مواليا لهم من ناحية العاطفة الدينية، يكذب ما يفعله داعش، ومتناسيا ممارسات داعش ضد اهلنا في الدير والرقه والحسكة ومنبج، وكيف كانت حياتنا اشبه بجحيم، عتبنا على هؤلاء فقط ..اما ذاك الخليجي او المصري او المغربي او العراقي الموالي لداعش والمتتبع لاخبارها عبر النت فلا عتب، فهو ساذج غالبا ويصدق كل ما يشاهده، ويكبر ويهلل من موبايل ايفون ومو مسدوح تحت مكيف ،ويتوعد بفتح روما وكالياري وتورينو قريبا من موبايله ذاك ..عشنا منذ 2014 لغاية 2017 تحت حكم داعش، وشاهدنا كيف طردوا الناس من بيوتهم، ورحلوا شبابهم، وغرروا بمراهقين، وذبحوا واحرقوا، اتذكر كيف كان التلفاز بدعة والنت بدعة والتعليم بدعة ، وكيف يلاحقون سيدة ويهينونها امام زوجها لانها تلبس جورب ابيض اللون - وليس اسودا ..وكيف يسرقون اموال الناس ويطالبون بغرام ذهب حصرا- لإيفاء المخالفات- كيف يخطفون وكيف يسبون، وكيف يصنعون عملة من كابلات الالمنيوم ويقولون هي فضة ويفرضونها على البشر، كيف يحاسبونك على لايك في فيسبوك، او اغنية او بنطال ، او لانه ليس لديك ذقن !كيف ياخذون ارضك وبيتك، ويشتمك ولد تونسي او سعودي يقول ان الارض مسطحه، كيف جعلوا العلم واسمى درجاته هو كتيب اسمه التوحيد لشخص اسمه محمد بن عبدالوهاب- هو رأس العلم وفحواه ، ونهايته، ولا علم غيره، وكيف ان الرياضيات والكيمياء كفر ، ..اتذكر كيف تبعهم سفهاء حينا وصاروا امراء، ولازال في ذاكرتي خطاب ذلك المصري الداعشي ذات يوم حينما كنت في صالة نت- (النت كان في صالات تابعه لداعش حصرا) ، كنت جالسا في صالة للنت اتحدث مع اخي خارج البلاد، جلس قربي داعشي من مصر يتحدث مع والدته التي ربما تدعوه باكية للعودة لمصر ..تعالت الاصوات مع والدته، وقال لها : كنت جزمه ابن ستين جزمة ودلوقتي انا امير وعندي عربيات وبيت ومتجوز تلاته، اجي فين بس ، على ايه ارجع بس !!
كانت تلك المحادثة تشرح الكثير من واقع عناصر داعش، اشخاص اغلبهم عراقيون عانوا من الحشد، او عرب واجانب بتاريخ اسود وجاؤوا للتوبه ، اواشخاص مغرر بهم ويظنون ان داعش حق، ولنصرة المسلمات، وفي النهاية علقوا في مستنقع قذارة وورطة ، ولعل العام 2016 وعند اشتداد،قصف التحالف شاهدنا كيف بدأ الاجانب الدواعش بالفرار ..
حتى نساء داعش يومها كن فقط للاستغلال تتزوج بداعشي ، يموت ياخدونها لمنزل ذوي الشهداءمع عشرات النساء الاخريات، تخلص العدة، تأتي سيارة فيها عريس جديد، يراها عند الباب ،تتم الزيجه خلال 5 دقائق ثم تذهب معه وهكذا، احيانا تتزوج الواحدة 4 اشخاص واطفالها من اجناس مختلفه … وكل منزل تشرف عليه سيدة كبيرة بالسن هي من تسير امور تلك النسوة ..ما اود قوله داعش عبارة عن تنظيم ليس لنصرة شعب سوريا، وليس له علاقه بك وبثورتك، مثله مثل نظام الاسد، وحتى عقائديا هم متناحرون وكلنا نتذكر مذابح هجين 2018 - بين تيارين من داعش وحفلات الاعدام بينهم ..
والخلافات حول بيعة البغدادي بين المهاجرين والعراقيين الخ ..ففي العام 2017 انهار تنظيم داعش وانتهى به المطاف في جيب صغير بريف البوكمال على الحدود العراقية، كانت اراضي ما يسمى دولة الخلافه مختزله بمدينة هجين الصغيرة وبلدات السوسة والشعفة والباغوز، تم حصار التنظيم هناك، او من تبقى منهم، بعد ان مات من مات وهرب من هرب، واسر من اسر منهم ..اختفى البغدادي 2018 وتعالت اصوات من داخل التنظيم حول البت بمصيره، قيل انه في هجين، وقيل انه مات ، او هرب للعراق، وعادت خلافات قديمة كانت بين تيار مايعرف بالحازمي واغلبه من المغاربيين وبعض المصريين، وبين العراقيين تحولت لاعتقالات بداية ثم صدامات مسلحه واخيرا تصفيات ..ولينتهي الامر بهدنة بعد مقتلة عظيمة مات فيها خلال اسبوع حوالي 80 اجنبيا وعراقيا، توقفت المشكلة بسبب حملات التحالف وقسد، وقبيل نهاية التنظيم في مخيم الباغوز المحاصر، عاد الصدام مجددا حينما امر امير عراقي بقتل (15) تونسيا وليبيا كانوا يودون تسليم انفسهم للتحالف وكانوا من التيارالحازمي، ايام قليلة وانتهى اخر جيوب داعش في المنطقة، بسقوط مخيم الباغوز بعد مجزرة قتل فيها نساء واطفال من قرروا البقاء للنهاية، والحديث عنها طويل --
الوف الشباب تم حرقهم بطيران التحالف في معارك خاسرة مسبقا ، ومئات الالوف تم تهجيرهم لليوم منذ قدوم داعش 2014 - لمناطقناوفي النهاية اغلب القادة هربوا ووصلوا اوربا حتى بعد صفقات مع قيادات من قسد والمعارضة عبر عمليات تهريب ، ومات الغالبيه ، او انتهى به المطاف في سجون قسد ونسائهم في الهول، مع مئات الاطفال والذين كان ذنبهم انهم ولدوا هناك،
قضية التعاطف مع داعش هي غالبا نفسيه من منظور ظلم ..او عاطفة دينية ، او خيبة او يأس من القوى الموجودة على الارض، ومن باب تدين غالبا، داعش ليست قضية مخابرات او غيرها، هي مخترقة نعم ومسيسه باتت وحتى اسرائيليين كان فيها مثلما حصل في الرقه، وروس وضباط،للنظام وامريكان وغيرهم ..
داعش عندما توسعت تم اختراقها بسهوله لهشاشتهاوسذاجة عناصرها، وتم حرقها اخيرا بعد ان خدمت بشكل غير مباشر اعداء الشعبين السوري والعراقي،
لليوم لا يخلو منزل ديري او رقاوي او عراقي من مفقود او شهيد قضى واختفى على يد داعش .
شعوب منطقتنا بأختصار عاطفيون جدا، والناحية الدينية دوما تكون مأخذا عليهم ، وطريقا لحكمهموالسيطرة عليهم .. يكفي ان نرى تقديس الغالبيه لمشروع الخلافة، وهم هاربون من حكم داعش نحو اوربا - متنعمين تحت حكم الديمقراطية والعلمانية ، لكن لا لوم فنحن شعب مغيب منذ قرون ، ولازالت تجذبنا احاديث الشيوخ عن اعجوبة خلق الرحمن للبعوضه و الفرق بين المذي والمني ، مفضلين اياها ..عن التفكير بطريقة لتحرير اوطاننا وضمان مستقبل اطفالنا .
<< تتمهكلنا شعوب عاطفية تُساق بالعاطفة، الفلسطيني المؤيد لسليماني، قاتل اطفال السوريين والعراقيين، لانه يحمل شعارات القدس لنا، لا يختلف كثيرا عن السوري المؤيد لداعش بحجة انها تقاتل النظام وترفع راية التوحيد، فداعش وايران لها اجنداتها بعيدا عن احلام الشعبين .
رابط الثريد على حسابي في تويتر |
تعليقات
إرسال تعليق