«القدس العربي» تروي قصة البائع المتجول الذي أحرق نفسه في دير الزور بعد إهانته من ميليشيا إيرانية.

«القدس العربي» تروي قصة البائع المتجول الذي أحرق نفسه في دير الزور بعد إهانته من ميليشيا إيرانية. 


28 - مارس - 2021

أنطاكيا – دير الزور – «القدس العربي»: لا تزال أصداء حادثة حرق البائع المتجول لنفسه في الميادين في ريف دير الزور قبل أيام، تتفاعل في المنطقة الشرقية في سوريا، حيث عمد «معاذ» وهو شاب عشريني لإضرام النار في نفسه، بعد تعرضهِ للضرب والإهانة من قبل عناصر ميليشيا مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، ورغم كون الحادثة في منطقة تابعة للنظام السوري، إلا ان ناشطين نشروا بعض تفاصيلها، وكذلك موقع «عين الفرات» المحلي .
«القدس العربي» التي تابعت الحادثة منذ وقوعها، تمكنت من الوصول لابن عم الشاب معاذ، الذي أدلى بمعلومات خاصة عما جرى، (وهو يعيش في مناطق النظام ويخشى الكشف عن اسمه) ويقول إن «صعوبة وضع معاذ المعيشي والديون التي تراكمت عليه بسبب زواجه منذ شهرين، أدت به لترك مدينة دير الزور والبحث عن عمل في مدينة الميادين، لدى أخواله هناك، حيث أقام عند خاله «مازن العلي، وهو منتسب لميليشيا الدفاع الوطني».
ويضيف ابن عم معاذ كاشفاً الحادثة التي أدت للصدام مع عناصر الميليشيات وحرق معاذ لنفسه، فيقول إن معاذ عمل في «العتالة» تارة، وكبائع للمحروقات تارة أخرى، وأخيراً استقر به الحال كبائع على «بسطة» صغيرة لبيع الجوارب والخردوات، وعندها تعرض للمضايقة من قبل عناصر «ميليشيا السيدة زينب» المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني وهم عناصر محلية من أبناء مدينة الميادين، بقيادة حبيب الضويحي، إذ ضربوه وأهانوه حسب أقاربه، لسبب بسيط ألا وهو مطالبته إياهم بدفع ثمن (ولاعات) أخذوها منه، لكنهم امتنعوا وقاموا بضربهِ وشتمهِ كما يروي ابن عمه، ليذهب لزعيم الميليشيا الضويحي، الذي قام هو الآخر بطرده.
وحسب رواية ابن عمه، فإن معاذ حينها ذهب برفقة صديق له (شرطي) للشكوى في مقر الأمن الجنائي في الميادين، لكنهم طردوه خوفاً من سلطة الحرس الثوري، اذ تتقاسم الميليشيات المتنوعة مناطق النفوذ والسيطرة وتتصادم فيما بينها أحياناً، هذا الأمر دفع معاذ للذهاب إلى مكان مهجور قرب منزله، ويقوم بلبس كافة ملابسه فوق بعضها البعض، ويجمع بضاعته (البسطة) ويسكب البنزين ويحرق نفسه، لكن أهالي الحي الذي يقطن فيه تداركوه، وقاموا بإخماد النار واسعافه لمشفى الأسد في مدينة ديرالزور، حيث أصيب بحروق من الدرجة الثانية، والجدير بالذكر ان عناصر «ميليشا السيدة زينب» الذين ضربوا وأهانوا معاذ جميعهم عناصر محلية من محافظة ديرالزور وريف حلب.
ويعلق الصحافي والناشط زين العابدين العكيدي قائلاً «ان ما حصل يوضح قدر الظلم والفلتان الأمني وغياب القانون الذي تعيشه مناطق النظام في دير الزور، وهو مجرد حادثة من عشرات». وتعتبر محافظة دير الزور بغالبيتها وخصوصاً مناطق البوكمال وريفها، مركزاً لثقل التواجد الميليشياوي المدعوم من إيران، حيث تتمتع الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري والدفاع الوطني والفرقة الرابعة والفيلق الخامس الروسي، بسلطات واسعة، ويتعرض ما تبقى من مدنيين في مناطق سيطرة النظام في دير الزور، وهم قلة، للمضايقات والتجاوزات أحياناً، مما دفع العديد لبيع عقاراتهم وممتلكاتهم والهجرة نحو تركيا أو أوروبا، أو حتى مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمعارضة.


رابط المادة | #القدس_العربي 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم