عزيزي ثيو

‏"عزيزي ثيو إن الفراغ والتعاسة الداخلية التي لا يمكن التعبير عنها ‘جعلتني أستطيع تفهم الناس الذين يلقون بأنفسهم في الماء ".

-المرةُ الاولى التي قرأتُ فيها هذا النص كنتُ مراهقاً، لم أكن أعي مرارته، كان كمقطع من رواية عابرة، لكنهُ ظل عالقاً في بالي، وأردد مطلعهُ دوماً لكن 


‏بعبارات من تأليفي، لازمتني عبارة "عزيري ثيو " دوماً، ما بين مواقف الجد والهزل، اليوم بات كل سطر من رسالة ڤان جوخ الى شقيقهِ ثيو مفهوماً جداً، انه يلامسُ روحي، بتُ أفهمه جداً، فالتعاسة واحدة لا تتغير، أموات احياء بلا أمل ولاهدف، عزائنا بضعة ايام جميلة عشناها في بداية الشباب فقط، ‏كمية البؤس في يومياتنا أوصلتنا للعجز، وما أقساه، نفس الروتين اليومي يتكرر ولا جديد، نتنقل من سجن لسجن، ومن منفى لمنفى. 

تطلُ نافذةُ غرفتي على شجرة تين وخلفها بيت عمي المهدم من القصف، لازالت ارى ذلك المنزل مكتملاً كما عهدته، لم أعد ارى الدمار في عقلي، ليست قضية ابتهاج ..‏بل تكذيب لنفسي، لازلتُ عالقاً في الماضي، أنتظر زيارة من اشخاص قد رحلوا للأبد ترافقني اصواتهم دوماً، قد لايبدو كلامي مفهوماً وقد يبدو جنوناً .. من يكترث على كل حال ! 

أتمنى لو يعود بي الزمان ساعة فقط ! كنتُ فعلتُ الكثير .. لم اعد ارغب بفتح عيني على هذا المكان والزمان الكئيب . 


21 نوفمبر 2021 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم