دولة الرقة المستقلة

‏‎دولة عنزة ‎دولة الرقة المستقلة

- 10 آب / أغسطس 1920
- 16 كانون الأول / ديسمبر 1921

قبيلة عنزة - الفدعان من أضخم القبائل العربية وجوداً في سوريا، وكلما ذكرت عنزة ذُكر معها أسمين من أبرز شيوخها، حيث يمثلان حالة طبيعية للحالة القبيلة عموماً في تنوع الولاءات

«‏انقسم شيوخ عنزة - الفدعان في الفترة الفاصلة بين أواخر الحكم العربي وبداية فترة الاحتلال الفرنسي على مستوى العشيرة على الموقف من الفرنسيين، وقام الانقسام على مستوى العشيرة بين « الولد» بزعامة أل مهيد ، و « الخرصة » بزعامة ابن گعيشيش ، كما كان « الولد » أنفسهم منقسمين بين قسم مخيم على الجانب الأيمن من الفرات يتبع مجحم، وقسم آخر يتبع حاجم، وفي حين تحالف مجحم مع الفرنسيين، فإن حاجماً تحالف باسم الحركة العربية مع الكماليين، أما ابن قعيشيش فكان ضد الفرنسيين، لكن خصومته مع حاجم بن مهيد حالت دون انضمامه إليه في مقاومتهم



- حاݘم أبن مهيد  




‏والحقيقة أن الانقسام بين الفدعان يعود إلى زمن أبعد، فمنذ منتصف القرن (19) كانوا فقدوا القيادة الموحدة، وكان الانقسام كبيرا، كان حاجم بن مهيد قد تفاهم في الأيام الأخيرة من الحكم العربي مع جعفر العسكري على إعاقة تقدم الفرنسيين نحو الجزيرة ووثق بهم وفعلا قاد المقاومة ضد الفرنسيين ونجح بعديد المعارك، بينما وقف مجحم ابن مهيد على الطرف الاخر مع الفرنسيين وكان ضمن القوات الفرنسية التي دخلت واحتلت حلب، أعلن حاجم بن مهيد في هذا السياق في 10 آب / أغسطس 1920 قيام دولة الرقة المستقلة تحت الراية العربية ، بالتعاون مع رمضان شلاش من قبيلة البوسرايا 

رمضان شلاش 



‏وحاكم الرقة العسكري العربي القديم الذي ارتبطت بأسمه ثورة دير الزور ضد البريطانيين في أواخر عام 1919 ، ومع بعض العناصر الوطنية في الرقة وحلب ودير الزور، وشكل حاجم مجلسا وطنيا مؤلفا من 16 شخصية، واستملت هذه « الدولة » قوتها العسكرية من دعم القوات الكمالية


ايالة الرقة العثمانية


‏وفي 20 أكتوبر 1921 تم توقيع « اتفاقية أنقرة الأولى » بين الفرنسيين والأتراك الكماليين، التي تنازلت فرنسا بموجبها عن 18 ألف كلم من الأراضي السورية ، شملت كيليكيا وقسما كبيرا من الجزيرة ( مرعش وأورفة وماردين وكلس وعينتاب ) وفي سياق مفاوضات هذه الاتفاقية خرجت الوحدات الكمالية المرابطة مع « دولة الرقة المستقلة » من التحالف ، وغدت قوات حاجم وحيدة، رفض حاجم الاذعان لشروط الجنرال الفرنسي دوبيوفر في الاستسلام وتسليم الأسلحة، وواصل المقاومة، لكن مقاومته كانت يائسة في ظل انسحاب الكماليين وخذلانهم له، وتضعضع معسكره الداخلي ‏وفي 16 كانون الأول / ديسمبر 1921 احتلت القوات الفرنسية الرقة، وانتهت دولة الرقة المستقلة ، اصيب حاجم بخيبة امل كبيرة وسرح جيشه ، واعتقله الفرنسيون، وقرروا محاكمته في حلب ، لكن ابن أخيه مجحم توسط من أجله ، فأفرج عنه ، وعاد ليعيش في حماه إلى أن توفي في عام 1927 




- مݘحم ابن مهيد 



ولد الشيخ حاجم عام 1869 نشأ یتیماً بعد وفاة والده، وترعرع في بیت ابن عمه، وزعیم عشیرته (الشیخ تركي بن جدعان)، كان شخصية فذة وعربياً جداً ووطنياً، خاض ضد الفرنسيين معارك كثيرة وابلى بلاءً حسناً، وتمكن من اقامة دولة كاملة وتشكيل جيش، ويعتبر من اهم الشخصيات بتاريخ الجزيرة وسوريا وليس بمستغرب ان يجهل عنه الكثيريين من السوريين كون اسمه قد طُمس تماماً من تاريخ البلاد وعن قصد، كتب كثيرة تحدثت عنه وعن شجاعته، اما الكرم والشجاعة والنخوة فهي صفات كل بدوي وكل شخص في شرق البلاد وليس بمستغرب.




المصدر | التكوّن التاريخي الحديث للجزيرة السورية: أسئلة وإشكاليات التحوّل من البدونة .
بواسطة محمد جمال باروت، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم