مجزرة الشعيطات، مقال كتبته 2018 .

‏8 / 8 / 2014 الذكرى السنوية الرابعة لمجزرة الشعيطات التي ارتكبها تنظيم ‎#داعش و التي راح ضحيتها المئات من المدنيين الابرياء . استمر هجوم التنظيم 11 يوم و تجاوز عدد الضحايا 800 قتيل..

زرت شخصياً مناطق الشعيطات بعد المجزرة وشاهدت عشرات القتلى، جميعهم كانوا مدنيين بينهم اطفال في سن 15 وشيوخ كبار في السن وجميع التهم الموجهة لهم كانت "الردة" ، لقد تم سرقة ممتلكات المنطقة بالكامل بحجة ان املاك الشعيطات غنائم وأموال مرتدين ، يجوز مصادرتها .

كان الانتساب للعشيرة حجة لشن حملة الاعدامات والاعتقالات التي طالت حتى العائدين الى مناطقهم من الخارج حديثاً، وأتذكر انه قد تمت سرقة الماشية من أبقار و أغنام وحتى الدجاج من بيوت اهالي الشعيطات،وتم التفنن بآساليب الاعدام بحق اهالي العشيرة 

(حرق _صلب_نحر_بالذخيرة الحية) ، وغير ذلك الكثير...

وما لفت انتباهي اكثر هي جثث تلك النساء اللواتي قتلن في بلدة غرانيج حيث

كانت جثثهن عالقة في ذهني ولازالت، اكثر من عشرة لنساء بينهن عجوز طاعنة في السن قتلت مع زوجها ذاك الشيخ الكبير والذي يجلس على كرسي متحرك..

بالرغم من وجود اسباب كثيرة تتعلق بالمجزرة التي حصلت هناك والتي يبدو ان النفط كان السبب المباشر لها وان لعاب التنظيم سال لها...

ولكن يجب ان نذكر كلمة الحق ان الشعيطات لوحدهم ابادوا 3 حملات لداعش بكاملها وقتلوا اكثر من 1000 عنصر لداعش خلال معاركهم ضد التنظيم ولكنهم خذلوا من باقي العشائر التي وقفت تتفرج فقط من بعيد .

الكلام يطول عن مجزرة الشعيطات ولكن ما يجب ذكره ان 70% ممن اعدموا هم مدنيون وليسوا مقاتلين لان غالبية المقاتلين انسحبوا نحو القلمون وانقسموا قسمين قسم توجه نحو النصرة والحر وقسم عاد للنظام الذي استغل عودتهم وفتح لهم معسگرات في تدمر اتت اكلها لاحقاـ و كل فئة من الشعيطات كانت تحلم بالانتقام من داعش وهو ما تحقق لاحقاً بالفعل سواء ممن آلتحق بفصائل المعارضة بالشمال وساهم بشكل كبير بطرد التنظيم من محيط مدينة اعزاز وحرابلس والباب وغيرها او من التحق بقوات النخبة التابعة لقسد او من التحق بالنظام وطرد داعش من الحسكة و من ديرالزور (غرب الفرات) ، وبالتأكيد لاننسى هنا دور الخونة من العشيرة ممن باع اهله من اجل المنصب مثل "أبو زيد الشعيطي الذي قبض عليه مؤخراً في العراق والذي ساهم بدخول التنظيم للمنطقة وساهم بقتل المئات من أبناء عشيرته والغريب انه اصبح أميراً ومجاهداً مع "صدام الجمل" و "عامر الرفدان" وغيرهم رغم انهم كانوا بالامس القريب ثلة لصوص و رواد بيوت مشبوهه وشهرتهم ذائعة الصيت بهذا المجال اقصد هنا الشعيطي والجمل، ولا نريد الدخول بتفاصيل اكثر حول الموضوع لان الكلام يطول عن الشعيطات .

واللذين ايضاً ظلموا بعمل مجموعة من أبنائها من تجار النفط ايضاً و لكن بالتأكيد هنا يجب ان نذكر ملاحظة ان ابناء عشيرة الشعيطات في كل مختلف الجبهات ساهموا بشكل كبير بدحر التنظيم في الحسكة والرقة وديرالزور وخصوصاً مع قسد و في ديرالزور لايجب ان ننسى دورهم مع النظام في طرد التنظيم من الحسكة و من ديرالزور وبشهادة عناصر من تتظيم داعش نفسه .

يضيف المصدر ،قابلت عدداً من عناصرهم وتحدثوا لي بالحرف ، انه لولا تواجد الشعيطات في محافظة الحسكة لسقطت المحافظة بيد داعش ، وكذلك حملات التنظيم ضد مطار ديرالزور العسكري فعندما حاول تنظيم داعش السيطرة على مدينة الحسكة شن هجوماً كبيراً انهارت امامه دفاعات الوحدات الكردية وقوات النظام وهنا تدخل ابناء الشعيطات قال لي ذاك العنصر ذو اليد المبتورة كان ابناء الشعيطات شرسين جداً ولايهابون الموت عكس عناصر النظام الذين هربوا وهم حفاة الاقدام وكذلك لاننسى دور التحالف الدولي الذي ساهم بتلك المعركة ايضاً وفي مطار ديرالزور العسكري شن التنظيم 5 حملات ضخمة في محاولة منه للسيطرة على المطار تقهقر النظام فيها بداية ثم كالعادة جلب النظام ابناء الشعيطات و تدخلوا ضد داعش وهنا مالت الكفة للنظام وظل صامداً في المطار حتى اواخر 2017 عندما تمكن هو وقسد من طرد التنظيم من ديرالزور كلاً في مناطقه (جزيرة وشامية) .

رائحة الموت لازالت عالقة بأذهاني ، وجثث بعض الاطفال ذوو الــ 16 عاماً وكبار السن لن انساها ما حييت، كانت هناك أجساد من دون رؤوس ومنها لا تزال معلقة على صلبان و أ‘عمدة الكهرباء ، وغيرها متناثرة .

مااريد قولة هنا ان أنتقام داعش كان جباناً جداً خصوصاً قتل الاطفال والشيوخ والنساء العزل، وتعفيش المنطقة بفتاوى مضحكة ومثيرة للسخرية، لاتفرق عن جرائم نظام الاسد شيئاً 

هناك ملاحظة : العشائر كانت على خلاف بسبب النفط ، الجولاني وجيش الإسلام واحرار الشام غدر بهم أيضا حين تركهم وخرجوا الى القلمون ودرعا .!

الظلم واحد وان كان بلحية او بدون لحية....