بإشراف ضباط كبار.. موظّفو ميليشيا أسد يمنحون الهوية السورية لعناصر PKK



 زين العابدين العكيدي
 2022-05-29




باتت عمليات تزوير الأوراق الثبوتية وجوازات السفر لدى ميليشيا أسد منتشرة بشكل غير مسبوق في المدن السورية عموماً وشرق البلاد خصوصاً، حيث أصبحت العملية هناك أكثر تنظيماً والإقبال عليها غير مسبوق.

وبحسب مصادر خاصة لـ"أورينت نت" في محافظة الحسكة، فإن مخابرات ميليشيا أسد اعتقلت سبعة موظفين من دائرة نفوس الحسكة بتاريخ التاسع عشر من أيار الجاري، واستجوبتهم بعد أن تم كشف بطاقة شخصية استُخرِجت لأحد كوادر حزب العمال الكردستاني من الجنسية التركية.

وأشارت المصادر إلى أن عملية الكشف عن التزوير تمت بعد وصول تقرير للمخابرات يفيد باستخراج البطاقة بشكل رسمي من الدائرة المذكورة.

وفي حديثه عن الموضوع قال "عادل العلي" الناشط من الحسكة: “إن عمليات التزوير في المدينة شائعة جداً، وخاصة في دائرة النفوس التي تقع بالمربع الأمني التابع لميليشيا أسد، ولا يتعلق موضوع التزوير بالبطاقات الشخصية فقط بل يتخطاه إلى دفاتر العائلة وجوازات السفر وشهادات القيادة والثبوتيات الأخرى، القضية تتعلق بالمال”.
ادفع وستحصل على ما تريده

وأشار "العلي" إلى أنه هكذا تتم الأمور حيث يتم استصدار كل هذه الثبوتيات عبر سماسرة أحياناً، أو عن طريق التفاهم مع الموظفين أنفسهم، ومن ثَمّ يقوم الموظف بتحديد موعد معين في مكان خارج المربع الأمني، كون غالبية الزبائن هم أشخاص مطلوبون للنظام، ويُحضر معه الأوراق اللازمة.

وتابع: “بعد ذلك يقوم الزبون بالتبصيم ودفع رعبون بمبلغ محدد تم الاتفاق عليه بين الطرفين، وعقب استلام البطاقة الشخصية أو غيرها من الثبوتيات يتم الدفع بشكل كامل، حيث تعتبر بطاقة رسمية ونظامية 100 بالمئة، وعادة تكلف البطاقة الشخصية في الحسكة مبلغ 500 ألف ليرة سورية وأحياناً أقل”.


وأضاف "العلي" أن هناك طريقة تزوير عادية تتم عبر مزوّرين لديهم مطابع خاصة، وبمبالغ أقل ولكن يتم اكتشاف تلك البطاقات الشخصية التي يستخرجونها بسهولة، كونها دون (كود)، فبمجرد تفييشها على حواجز النظام يتضح أنها مزوّرة، غير أنها شائعة في مناطق سيطرة ميليشيا قسد بالذات كون حواجزهم غالبيتها لا تدقق كثيراً.

وبيّن أن قضية اعتقال موظفي النفوس في الحسكة من قبل ميليشيا أسد تحصل كثيراً ولكن يتم إطلاق سراحهم بعدها بفترة كونهم يعملون ضمن شبكة واحدة، ويمتهنون هذا الموضوع لما يدرّهُ عليهم من أموال، حيث تتم عمليات التزوير بإشراف ضباط كبار والغاية المال فقط، كما إن استصدار الثبوتيات لعناصر غير سوريين من ميليشيا (PKK) أمر واقع يحدث وتلجأ فيه عناصر تلك الميليشيا لهذه الأساليب مؤخراً والسبب مجهول.
عمليات التزوير في دير الزور

أما في مناطق سيطرة ميليشيا قسد بمحافظة دير الزور فترتبط عمليات تزوير الثبوتيات والشهادات الدراسية وجوزات السفر بمكان واحد، وهو بلدة "الشحيل" بالريف الشرقي، حيث يحظى جواز السفر (الشحيلاوي) كما يسمى بشهرة كبيرة، في عموم مناطق شرق سوريا، وذلك لبراعة عملية تزويره وقلة تكلفته مقارنة بجواز السفر العادي الذي يُستخرج من مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

وعن الموضوع يقول الناشط "إبراهيم حسن" من دير الزور: “يلجأ الكثير من الناس في مناطق سيطرة قسد لحيازة البطاقات الشخصية المزوّرة لعدة أسباب على رأسها فقدان ثبوتياتهم الأساسية بسبب الحرب والنزوح، وعدم قدرتهم على الذهاب لمناطق ميليشيا أسد لاستصدار ثبوتيات خاصة بهم”.
طريقان خطران لكفّ أذى ميليشيات قسد وأسد

ولفت "حسن" إلى أن هناك أجيالاً نشَأت ليس لديهم ثبوتيات، ويتعرضون لمضايقات متكررة من حواجز قسد المنتشرة، لذلك لا يوجد أمامهم سوى طريقين..

الأول، الحصول على ثبوتيات عبر شبكات تزوير محلية بالمنطقة، ولكن تلك البطاقات لا تعمل في مناطق ميليشيا أسد كونها دون قيد على الحاسوب، وتُكتشَف بسهولة على الحواجز وتكلفتها في دير الزور بين 200-250 ألف ليرة سورية.

الثاني، عبر سماسرة يتنقلون بين مناطق ميليشيات قسد وأسد، ويقومون بجلب الأوراق وتبصيم الراغب باستخراج بطاقة هوية أو دفتر عائلة، ثم يتوجهون لمناطق النظام، ولكنها عملية مكلفة جداً وتصل كلفة الهوية إلى مليون ليرة سورية، وفي بعض الأحيان يتعرض هؤلاء للخداع ويُسجَنون لدى ميليشيا أسد لأنها عادة تكون دون قيد ومزوّرة بشكل عادي.
جوازات سفر باهظة

وفيما يخص جوازات السفر، فالجواز "الشحيلاوي" منتشر جداً في عموم المنطقة وهو الدارج منذ سنوات، ووفقاً لأحد سكان دير الزور ويدعى (عامر) فغالباً لا يتم كشف تزوير الجواز، والمئات يستخدمونه ويسافرون به لعدة دول بشكل طبيعي، حيث يكلف 400 دولار.

كما يقوم بإصداره مزوّرون محترفون منذ سنوات في بلدة الشحيل، فالجواز النظامي مُكلف جداً وصعب استخراجه، ونادراً ما يتم كشف الجواز "الشحيلاوي"، ويضطر كذلك عديد من الناس لتجديد جوازات سفرهم في الحسكة أو دير الزور أو دمشق بشكل نظامي وعبر سماسرة، وتكلف عملية التجديد من 700-900 دولار كونهم لا يستطيعون الوصول شخصياً لمناطق ميليشيا أسد.

وتابع أنه سافر فيما مضى لعدة دول عبر جواز السفر المزوّر، وتعتبر الثبوتيات المزوّرة سبيلاً لا غنى عنه للناس هنا، كما إن الظروف لا تساعد للحصول على أوراق نظامية، وشبكات التزوير اليوم منتشرة بشكل ضخم في دير الزور والحسكة، ودون رقيب.
شبكات محلية للتزوير

وترتبط عمليات تزوير الشهادات كذلك بدير الزور، حيث توجد عدة شبكات محلية لتزوير الشهادات الجامعية والدراسية منتشرة بشكل كبير، ويلجأ إليها العديد من الناس وخاصة في مناطق سيطرة ميليشيا قسد وذلك لافتتاح صيدليات مثلاً أو التوظيف في منظمات دولية عاملة بالمنطقة، حتى إن تلك الشهادات تصل لتركيا وبعض الدول العربية.
التزوير في الرقة

وفي الرقة، تعتبر قضية الأوراق الثبوتية المفقودة وتعسر استخراجها من مناطق سيطرة ميليشيا أسد عائقاً يؤرّق المدنيين هناك، وذلك كون الغالبية يخشون الذهاب لمناطق سيطرة أسد وكذلك الحال بالنسبة لأوراق أخرى ثبوتية.

وعن الموضوع يقول الناشط (عدي عدنان): إن الناس تلجأ لمكاتب محامين معروفين يتحركون بحرية بين مناطق أسد ومناطق قسد، ويقومون باستخراج تلك الأوراق لقاء مبالغ مالية معينة، حيث يقوم هؤلاء المحامون بكل المعاملات والأوراق الرسمية.

أما فيما يخص البطاقات الشخصية المزوّرة فهي منتشرة جداً في الرقة، وكلفتها 100 ألف ليرة سورية، ولكنها مصنوعة بشكل بدائي وتُكتشف بسرعة.



رابط المادة : #Orient 


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرة مبسطة لمجريات البادية

حصيلة البادية لشهر مارس 2024

تقرير البادية لشهر فبراير 2024

حصيلة أحداث شهر أبريل في البادية

الفطر القاتل "الكمأة"

خلافة من ورق - التيارات المتصارعة داخل التنظيم